بين خميسين في القطيف.. المكتبة العامة تضاعف زوارها 600 بالمئة.. الغالبية أطفال

بين الخميس 5 ديسمبر والخميس 12 ديسمبر، لم تكن مجرد سبعة أيام، ولكن المكتبة العامة بالقطيف تحكي قصة أخرى، في الخميس الأول لانطلاق برنامج “القاص الصغير” حضر 25 طفلًا، أما في الثاني فاكتظت القاعة بحوالي 150 زائرًا الغالبية من الأطفال، لم تكفهم ساعة واحدة من السادسة وحتى السابعة، ولكن غلبهم شغف القراءة والتلوين لما بعد هذه الساعة.

جمع شغف القراءة الطفل قاسم الربح، والشاب أحمد آل حسن، على منصة المكتبة، والحديث عما قدمت لكل منهما، مع اختلاف التجربة والهدف والطريقة، وسط تفرد الناشئة بتول علي الرمضان بالإنشاد؛ لقصيدة من تأليف والدها تشجيعًا وحثًا على القراءة.

وتلخصت تجربة الطفل “الربح” في قراءة القصص، بتشجيع من والدته وقراءة القصص قبل النوم، مما ألهمه حب الكتاب والاطلاع منذ الصغر، مثبتًا ذلك بسرد قصة تدعو إلى النوم المبكر.

أمة اقرأ
وكشف الشاب “آل حسن”، من صفوى، عن أول كتاب قرأه، وهو كتاب للمؤلف حسن حمادة “أمة اقرأ لا تقرأ”، عندما كان عمره 17 عامًا، الذي قاده وبإصرار إلى مواصلة القراءة الجادة، وسط نشأته في أسرة نهمة للقراءة، مطالبًا الجميع بعدم التخلي عن الكتاب ومرافقته، واستشعار أثره على الذات وعلاقته بالآخرين.

خميسكم قصة
جاء ذلك في برنامج “القاص الصغير” الذي نظمته المكتبة العامة بالقطيف بالتعاون مع الكاتب حسن حمادة، يوم الخميس 13 ديسمبر 2019م، بمقر المكتبة.

وأوضح حسن حمادة، صاحب الفكرة، أن الحضور في الخميس الثاني كان مفاجئًا، وقال: “البرنامج مفتوح ويعتمد على أن الطفل يقرأ، ويستمع، ويرسم القصة، وهناك توجه بأن يكتب هو نفسه القصة، كما أن المجال مفتوح للآباء والأمهات والأطفال، وهدفنا أن يكتب الطفل القصة بنفسه، وأن يتحول “القاص الصغير” إلى كاتب قصة في المستقبل، وهناك خطة بأن نطبع قصصهم، ولسنا متعجلين النتائج، فالبرنامج ما زال في بداياته، ونريد أن نأخذ بيد الطفل خطوة بخطوة، والمهم أن يرتبط الطفل بالقراءة”.

وقال “حمادة”: “البرنامج أخذ بعدًا اجتماعيًا جيدًا، وهناك تفاعل في السوشيال ميديا، وندرس حاليًا جدولة المكان، وربما تحديد أيام أخرى”.

وعن اختيار يوم الخميس لتطبيق البرنامج، بيَّن أن الخميس له طابع مميز، مضيفًا: “نريد أن تكون عطلة نهاية الأسبوع لها طابع التميز والتسلية، وكل خميس يكون خميس الكتب والقصص” خميسكم قصة”.

فنيات صوتية
من جهته، ناقش ابن العوامية الكاتب ورسام الكاريكاتير حسن آل زايد مع الأطفال ثلاثة محاور هي؛ “الفنيات الصوتية”، وكيف تروي القصة، وكيفية رسم الشخصيات.

وأكد “آل زايد” أن كل شخص عنده “ريموت صوتي”، يستطيع من خلاله التعرف والتحكم وضبط الصوت، بالإضافة إلى التعبير عن الذات بنبرة صوته وفق المواقف الذي يجسده والدور الذي يقوم به.

كسر الحواجز
وقال: “شاركت بهدف تمكين الأطفال من تعلم الاستماع إلى القصة، ثم طريقة إلقاء القصة، وتقليد الأصوات، واستخدام المهارات الصوتية وفقًا للشخصية، وأخيرًا رسم القصة بحسب مفهوم كل طفل، ووجدت أن الأطفال لديهم شغف كبير، وحماس، والعدد كان كبيرًا، مما لفت انتباهي، وحاولت بذل أقصى جهد لجذبهم، وتعليمهم تقليد الأصوات، وكانت تجربة ناجحة، تم خلالها كسر حواجز الخجل والخوف من تقمص الشخصية”.

وأشار إلى أنه اكتسب هذه المهارة من خلال تقليد الشخصيات الكارتونية، وقال: “لي حوالي 16 سنة أمارس هذه الهواية، حتى أصبحت متقنًا لتقليد الأصوات والشخصيات، وأعمل حاليًا في مجال الإنتاج التليفزيوني”.

الأسد والفأر
على ضوء ذلك، عرض “آل زايد” قصة “الأسد والفأر”، والتي من خلالها طالب الأطفال بتطبيق رسم أبطال القصة، وفق خيال وتصور كل طفل، مع تلوين البعض للرسومات المصورة.

التوقيت
وأبدى إسكندر الصادق – أحد الآباء الذين جاءوا بصحبة أبنائهم- إعجابه بالبرنامج، وقال: “البرنامج متكامل، واختيار نهاية الأسبوع مناسب للأسرة ككل، وأولادي استفادوا، وهناك تغيير، بالإضافة إلى مصاحبة أقرانهم، لأن الأطفال يتعلمون من بعضهم البعض”.

امتيازات
وبعيدًا عن برنامج “القاص الصغير”، أوضح مؤيد الزاير، مدير المكتبة، أن المكتبة منذ افتتاحها في العام 1408هـ، تعمل على زيادة برامجها، وأنشطتها، كما أنها تحوي 18 ألف عنوان، جميعها متاحة للزائرين من محبي الثقافة والاطلاع، ويتم منح بطاقة عضوية مجانية، يمكن لحاملها أن يستعير ثلاثة كتب، وبعد الانتهاء منها وردها للمكتبة، يمكنه استعارة غيرها.

وقال “الزاير”: “الباب مفتوح لجميع الزوار، ولدينا زيارة لجميع المدارس بكل مراحلها في الفترة الصباحية، والفترة المسائية مفتوحة للعائلات، لأن هدفنا تثقيف المجتمع”.

وأضاف أن المكتبة العامة بالقطيف هي المركز الرئيسي والوحيد من صفوى إلى سيهات، مشيرًا إلى أن بها عدة أقسام منها؛ التراث، وارتباط المنطقة بحقبة ما قبل التاريخ، ومحل الكتاتيب، وقسم الحرف التي كان يعمل بها أبناء المنطقة، والطابق الثاني به القاعة الرئيسية، والبحث يتم فيها بطريقة آلية، وتشمل السير الذاتية، وجميع الكتب مصرحة من وزارة الثقافة والإعلام.

وختم البرنامج بتقديم الشكر والتكريم من مدير المكتبة العامة مؤيد الزاير إلى المشاركين “آل زايد” و”آل حسن” و”الرمضان” والكاتب “حمادة”، مع التأكيد على مضي المكتبة في تقديم كل ما له عائد معرفي للجميع.


error: المحتوي محمي