في القطيف.. فعالية تشرك الرجل في الرضاعة الطبيعية.. والحبيب: تهيئته الأب تقلص إجازة الأمومة

اعتدنا على أن الرضاعة الطبيعية مهمة موكلة للأم فقط، إلا أن فعالية الأسبوع السعودي لدعم الرضاعة الطبيعية، أشركت الأب في تلك المهمة، مفردةً له دورًا هامًا يشارك فيه الأم حتى تنتهي فترة الرضاعة.

إلى ذلك أوضحت الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى القطيف المركزي زينب الحبيب أن للأب دور هام خلال فترة الرضاعة، يتركز في تهيئة المكان المناسب للرضاعة، ومحاولة مساعدتها بالمأكولات والمشروبات التي تزيد من وفرة الحليب للرضاعة الطبيعية، وإن كان ذلك ماديًا، فهناك أيضًا دور معنوي، يتمثل في المساندة والدعم النفسي للأم لتتجاوز الآلام التي قد تواجه الأم أثناء الرضاعة.

واختارت الاختصاصية الحبيب ركن الخدمة الاجتماعية الممثل لدعم الأسرة والعمل والمجتمع بالرضاعة الطبيعية، ضمن الفعالية المقامة يوم الخميس 12 ديسمبر 2019 م في سيتي مول القطيف، للتركيز على التثقيف النفسي للأم، وإعطائها الإرشادات والفوائد للرضاعة الطبيعية.

وقالت “الحبيب” لـ«لقطيف اليوم»، إن الفعالية تقام كل عام وتركز على تثقيف الأم، أما هذه السنة فتركز على الأسرة بشكل عام، وعلى الأب بشكل خاص، لحثه على المشاركة في المسؤوليات، والتعرف على دوره كداعم للأم، ومشجع لها، ومصدر الثقة والاهتمام لها، خصوصًا الأمهات حديثات العهد بالأمومة، اللاتي تكون ثقتهن قليلة بأنفسهن، ولا يمتلكن تصورًا عن الرضاعة الطبيعية، فيتفاجأن بمسؤولياتهن، ويلجأن إلى الحل الأسهل؛ وهو الرضاعة الصناعية.

دعم ذكوري
وأضافت: “نحن بدورنا في هذا الركن ندعم الأب ليهيئ للأم ماديًا ومعنويًا للرضاعة الطبيعية، هذا على صعيد الأسرة، أما على صعيد العمل، فنشجع أرباب العمل على مساعدة الأمهات في موضوع الرضاعة الطبيعية بعد إجازة 60 يومًا، وإعطائهن ساعة العمل المخصصة للرضاعة، من قبل نظام مكتب العمل، لأن مساعدتهم لها تنعكس إيجابًا على المدى البعيد، حيث تكون المرأة المرضع مرتاحة نفسيًا، وتنجز مهامها، وتقلص إجازة الأمومة الطويلة، أو إجازة الربع راتب”.

ثقافة مجتمعية
وشرحت “الحبيب” طريقة توعية المجتمع وتثقيفه؛ قائلة: “أغلب الزائرين يأتون متفرجين فقط، ولا يبالون بكم المعلومات التي نقدمها لهم، فهناك تجدد بالطب؛ وفي الآونة الأخيرة ظهرت دراسات كثيرة مغلوطة عن الرضاعة الصناعية، حيث أثبتت الدراسات التي أجريت على الأطفال الخدج من خلال إرضاعهم الرضاعة الطبيعية، وآخرين بالرضاعة الصناعية، أن الرضاعة الطبيعية تؤثر في تكوين المخ”.

رضاعة الخدج
من جانبها، أوضحت الدكتورة أماني عبد التواب، اختصاصية أطفال في قسم الحضانة بمستشفى القطيف المركزي، والمسؤولة عن تثقيف الأمهات بركن “معاناة الرضاعة في الحالات الخاصة”، لـ«القطيف اليوم»، معاناة الأمهات في الرضاعة مع الأطفال الخدج الذين لم تتجاوز أوزانهم 500 جرام، أي ما يعادل 22 أسبوعًا، مشيرة إلى أنه حتى 32 أسبوعًا لا يستطيع الطفل القيام بعملية مص الثدي، أو جذب المرضعة، فيعطى الحليب عن طريق الأنبوب، منوهة إلى أن أغلب الحالات التي تأتيهم في المستشفى تكون من الأطفال الخدج بنسبة عالية.

وشرحت “عبد التواب” كيفية إعطاء الخدج حليب الأم، فهو ضروري ويعطي الطفل مناعة ويحميه من أمراض الجهاز الهضمي، لافتة إلى أن الخدج الذين لم تتجاوز أوزانهم 1500 جرام، يعدون ضمن الفئة التي تحتاج لحليب الأم الذي يعطى عن طريق أنبوب.

حالات خاصة
وقالت: “ما زالت معاناة الأهالي في الرضاعة مع الأطفال أصحاب الحالات الخاصة صعبة، فمثلًا أصحاب الشفة الأرنبية الذين غالبًا لا يكون لديهم سقف للحلق، يكون إرضاعهم صعبًا جدًا”.

وأوضحت أن نسبة الأمهات عالية في التجاوب للرضاعة الطبيعية لكونها أسهل وأكثر نظافة وأمانًا، مؤكدة أنه نادرًا ما يتم رفض اتباع الأم للرضاعة الطبيعية، ويأتي ذلك لتناولها دواءً معينًا، أو خضوعها لعملية.

ووجهت “عبد التواب” نصيحة لكل الأمهات والمقبلين على الأمومة بالاستعداد والتهيؤ للرضاعة الطبيعية.


error: المحتوي محمي