في القطيف.. استشاري يفاجئ 70 رجلًا: حياتكم العصرية تضغط على عمودكم الفقري!

قد تظن أن هاتفك النقال أو جهاز كمبيوترك واحد من أسباب الراحة، سيما وأنها بدأت تختصر الكثير من أمورك أو توجزها، لكن ما تظنه سببًا للراحة في جهة ما، قد يكون ناقوس خطر يدق أجراسه في جهة أخرى.

ذلك ما كشفه استشاري جراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب حسام سعيد الحبيب، في محاضرة “أمراض العصر” التي نظمها منتدى “الخط الحضاري “، بإشراف فؤاد نصر الله، وذلك يوم الخميس 12 ديسمبر 2019، حيث أكد أن الحياة العصرية هي المسبب لمعظم آلام العمود الفقري.

وأوضح “الحبيب” أن أساليب الحياة العصرية تعتمد طرق الأكل غير الصحية، وعدم ممارسة الرياضة، وبالتالي تؤدى إلى السمنة وزيادة الوزن، وكذلك الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والموبايل، وانحناء الرقبة والضغط على الفقرات، منوهًا إلى أن 80% من أمراض العمود الفقري تأتي بدون إنذار للألم، إلى أن تصل إلى نقطة معينة تؤدي إلى البحث عن علاج.

وأشار إلى أن وضعية الجلوس غير السليمة أسوأ من الوقوف في زيادة الوزن على العمود الفقري، حيث يكون الضغط على العمود الفقري بـ 220 كجم، محذرًا من الوضعيات الخاطئة، وحمل الأشياء الثقيلة بطريقة غير صحيحة، مؤكدًا أن هذه كلها أسباب تتراكم لتعلن في النهاية عن الإصابة بأحد أمراض العمود الفقري.

وقال “الحبيب” إن معظم الآم العمود الفقري تكون عضلية، لافتًا إلى أن العمود الفقري يتكون من العضلات، والأربطة، والغضاريف، والمفاصل، والتي تكون سببًا من أسباب الألم.

عوامل وأسباب
وذكر “الحبيب” أن السن لها دور في بعض الإصابات، فالإنسان بعد سن 50 عامًا معرض إلى الإصابة بأمراض العمود الفقري، ومن أصيب بورم سرطاني، أو كسور، عليه أن يجري الفحوصات باستمرار، وإذا كان العمر أقل من 18 عامًا يجب استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات لمعرفة سبب الآلام.

الديسك
وبيَّن أن الانزلاق الغضروفي “الديسك”، يصاحبه ألم وتنميل، وفي هذه الحالة يتم اللجوء للعلاج التحفظي، بينما عندما يصل الألم إلى ضعف في الأطراف السفلية، وعدم التوازن، وعدم القدرة على التحكم بالتبول، والإعياء الشديد، ووجود ضغط على الحبل الشوكي، يجب اللجوء إلى التدخل الجراحي، فالعملية تكون آخر الحلول.

وأضاف أن مريض “الديسك” يشعر بانتهاء حياته، وهذه الفكرة تسيطر عليه، حتى عند شعوره بألم بسيط، مما يجعله يلجأ إلى علاجات وعمليات برغم عدم حاجته إليها، منوهًا إلى أن تلك الآلام في الظهر يمكن أن تأتي طوال العمر دون الإحساس بها.

خطوات العلاج
وتطرق “الحبيب” إلى أهم الخطوات لعلاج مشاكل العمود الفقري، ومنع أسباب تلك الآلام، ومنها تغيير نمط الحياة، وممارسة التمارين اليومية، مؤكدًا أن العلاج الطبيعي، وأخذ العلاجات بدون تغيير نمط الحياة، يكونان بلا فائدة، وأن السباحة من أهم التمارين التي تخفف من شدة آلام العمود الفقري وتقوية العضلات.

تخفيف الألم
وذكر أن اليوغا قد تساعد في التخفيف من آلام العمود الفقري، وأن الإبر الصينية تعمل على تخدير الألم وليست علاجًا، وأن التدليك الاحترافي يمكن أن يساعد في تخفيف الشد، وليس إصلاح الفقرات، وأن الحجامة إن لم تنفع لا تضر، مشيرًا إلى أن استخدام الكمادات والتحفيز الكهربائي من العلاجات التي لم تثبت الدراسات العلمية نفعها، وأن الإبر قد يستفيد منها البعض، فهي تقلل من الألم ليستطيع المريض ممارسة حياته اليومية.

وأكد “الحبيب” عدم وجود ما يعوض غضروف الظهر، وأن العلاج بالخلايا الجذعية للمصابين بالشلل لا يجدي، بينما زراعة الشريحة قد تعطي المريض الأمل في التحكم بالإحساس.

وتطرق إلى بعض المضاعفات لعمليات الديسك البسيطة، فقد يصاب المريض بالتهاب الغضروف بنسبة 1% و5% الشعور بآلام مزمنة، ناصحًا بممارسة رياضة المشي لمنع التجلط، وعدم قيادة السيارة وحمل الأشياء الثقيلة لمدة شهر على الأقل بعد العملية.

التاريخ المرضي
ولم تقف المحاضرة التي أدارها الدكتور إسحاق الشقاق، استشاري الألم والتخدير، بحضور ما يقارب من 70 رجلًا عند هذا الحد، فمن جهته أكد “الشقاق” أن أغلب الآلام عضلية، وقد تكون الأوتار، أو ألم المفاصل، وأن التشخيص الدقيق من العوامل الأساسية للعلاج قبل أن يبدأ الطبيب بوصف العلاج لآلام أسفل الظهر، ويجب أن يتم التشخيص عن طريق أخذ التاريخ المرضي، والكشف السريري وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات المخبرية والإشعاعية، وذلك للحصول على التشخيص الدقيق.

3 مسببات
وأوضح أنه توجد 3 مسببات لآلام الظهر؛ ومنها الديسك، والمفاصل الجانبية، ومفصل العجز الحرقفي، حيث تكون50% بسبب الديسك، 30% المفاصل الجانبية، ومفصل العجز الحرقفي، مشيرًا إلى أن اللجوء للجراحة يأتي بعد العلاج التحفظي.

وشدد “الشقاق” على أهمية وجود عيادات متخصصة للألم، مع وجود فريق متكامل من الاختصاصيين لعلاج المريض، واختصاصي نفسي، واختصاصي تغذية، وغيرهم.


error: المحتوي محمي