الصبر بين الألم والتدبير

تعتصرك الأيام ألماً وخوفاً من مقدر محتوم أو حُبٍّ لأمر ما!

وإذا بالأيام تأتيك بما لا ترغب فلا خوفك أجدى ولا حذرك منع ما لا تحب وقوعه.

فتتلون بك الأيام بالأحزان وخيبات الأمل حتى إذا بلغت أقصى ما يمكن وصوله انبلج لك أمر من بين الرماد أعطى لبقائك معنى ولسعيك هدفًا.

وتبدأ روحك بتحسس الجمال والمعنى متعاليةً على الجراح بما لديها من طاقة وتتجه تلك الآلام لتكون ذكرى ودروسًا في سجل الحياة تجعل حاضرك أجمل من ماضيك قد يصل للشكر بما حدث.

ما كان لك أن تكون هكذا لو لم تكن تلك الآلام مرافقة لك لفترة لتصقل نفسك في إدراك المعاني وتتجلى لها الغايات.

قد حفك الله بالرحمة والرعاية وأنت لم تدرك لا براحتك ولا بآلامك أن ربك يفيض عليك بالخير دائما لكنك دائما في عجل!

لك الحمد ربي والشكر  على كل نعمة أدركتها أم لم أدركها وهي لا تحصى.

ولنا في قصة نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا السلام كيف كان بين أبيه وأمه في عظيم العناية والحب وتنقله الأيام على أيدي أقرب الناس إليه إخوته المؤتمنين عليه ليلقى في غيابة الجب ويؤخذ ثم يباع ويشترى  حتى انتهى به الحال بالسجن وينسى فيه سنين حتى أتى فرج الله ليكون عزيز مصر؛ إنه قدر مكتوب من رب الوجود أن مع العسر يسرا…
قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾…

نتأمل أمالنا ونتفكر في همومنا وأحلامنا ولكن عندما يصل الأمر إلى التدبير نكون بين يد الرحمن الرحيم مدبر الأمور.

لنعزز ثقتنا بأمر الله وقدرته بعد أن نجتهد.

وانتظار الفرج بالصبر والإيمان ولا يكون لوسوسة شياطين الجن والإنس علينا سبيل.
كل من يتنقل بين هذه الكلمات المتواضعة يتجلى له حلمه أو خوفه أو أمله أو ما يتمناه ويكرهه..

اعط نفسك خطوة نحو التسليم برحمة الله وتدبيره فتكون ابتعدت خطوات عن اليأس والقنوط، وثق أنك أصبحت أقرب لما هو أفضل مما تتمنى.

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

لك الحمد ربي يا من بيده الخير وهو أكرم الأكرمين خذ بيدي لما تحب وترضى واختم لي بخير.


error: المحتوي محمي