الجش تخلفت عن حملات الدم.. وسبقت الجميع في احتضان أول مركز للتبرع

بعد أن تخلّفت بلدة الجش عن احتضان حملات للتبرع بالدم، ها هي تستعد لاحتضان أول مركز ثابت للتبرع بالدم، لتسبق بذلك بلدات وقرى المحافظة، بل لتكن الأولى على مستوى المملكة في هذه الخطوة؛ بحسب صاحب الفكرة اختصاصي مختبرات طبي محمد العبدالله مشرف قسم بنك الدم بمستشفى القطيف المركزي.

ولادة الفكرة..
تلمس العبدالله عمق الحاجة الملحة لمراكز ثابتة للتبرع بالدم، تكون قريبة للأهالي، حتى لا يتكبدوا العناء والمشقة للذهاب إلى المستشفى، فاشتغلت لمبة التفكير لديه محاولًا خلق فرصة أكبر وتوفير وقت يتناسب ولا يتعارض مع أوقات الموظفين.

يقول لـ«القطيف اليوم»: “كون هذه المراكز ستعمل في الفترة المسائية والعامل الأهم هو توفير الدم في بنوك الدم بشكل مستمر لذا ارتأينا أن تكون مراكز الرعاية الصحية النموذجية الليلية، التي ترأسها الدكتورة لمياء بو حليقة”.

لماذا الجش؟
وحول سؤاله عن اختيار مركز الرعاية الصحية في بلدة الجش تحديدًا ليكون أول مركز للتبرع بالدم، أجاب: “كون هذا المركز الوحيد بين قرى المحيط ويعمل في الفترة المسائية”.

وأوضح أن هذه الفكرة بزغت قبل عدة أشهر وتم التمهيد لها لحين ظهور الفرصة المناسبة مع البدء بعمل مراكز الرعاية الصحية الأولية في الفترة المسائية، مضيفًا: “كانت فرصة مؤاتية لأن نبدأ من خلالها، والأمل لدينا كبير في أن تتبلور الفكرة لتكون هناك مراكز مستقلة للتبرع بالدم، كما نتطلع لأن تشمل هذه الفكرة بقية مراكز الرعاية النموذجية الليلية في القطيف”.

وتابع: “هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في المملكة حاليًا، وستطبق بحول الله في مركز صحي الجش”.

10 ديسمبر
العبدالله من خلال عمله في بنك الدم واستشعاره للحاجة في أن يكون رصيد البنك في استقرار، عرض اقتراحه على رئيس قسم المختبر وبنك الدم بمستشفى القطيف المركزي الدكتور محمد الخليفة ومن ثم عُرض على المدير التنفيذي الدكتور رياض الموسى؛ لتأتي الموافقة المبدئية، وبعد زيارة قام بها عدد من المسؤولين إلى مركز صحي الجش، تمت الموافقة النهائية، وتحدد يوم 10 ديسمبر للافتتاح، كما تحدد يوم الثلاثاء من كل أسبوع لاستقبال الراغبين بالتبرع من الساعة 4 حتى الساعة 10 مساءً.

شركاء النجاح
لا ينسى العبدالله كل يد امتدت معه في بناء فكرته ونجاحها، حيث يرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الدكتور محمد الخليفة رئيس قسم المختبر وبنك الدم والدكتورة سميرة الصفواني رئيس قسم بنك الدم والدكتورة لمياء بو حليقة التي أبدت تعاونًا منقطع النظير في إنجاح هذا المشروع وفريقها اختصاصي أول يوسف آل طه والممرضة كوثر العسيف، واختصاصي مختبر رضي آل إسماعيل، مشيدًا بدور المدير التنفيذي لمستشفى القطيف المركزي الدكتور رياض الموسى في رعاية هذا المشروع والموافقة عليه وتقديم كل الدعم اللازم له .

وقال:” لا ننسى تقديم الشكر الجزيل للدكتور علي الفرج مدير المراكز الصحية في قطاع القطيف ونائبه الدكتور حسين السلمان لدورهم في توفير الاحتياجات اللازمة لهذا النشاط من خلال المراكز الصحية”.

جزء من حياة
وحول أهمية التبرع بالدم ذكر العبدالله أن أهمية التبرع بالدم تأتي كونه حالة إنسانية يتجلى فيها وقوف الشخص القادر بجانب الشخص المريض؛ ليهبه عنصرًا حيويًا، ويأخذ بيده إلى صحة أفضل – بإذن الله-.

وبيّن الحالات التي قد تحتاج إلى التبرع بالدم، ومنها؛ فقر الدم المنجلي والثلاسيميا ومرضى الفشل الكلوي وحالات الولادة والجراحة والحوادث المرورية.

وقال: “في كل يوم نرى هذا المشهد الإنساني بين أبناء المنطقة الذين يتبرعون بدمهم في بنوك الدم بين الحين والآخر، وهو الأمر الذي شجعنا لإطلاق الفكرة”.

في بنك الدم
وكمشرف على بنك الدم بمركزي القطيف، أوضح العبدالله أن بنك الدم يقوم بتغطية العجز في مخزون الدم في الفترات السابقة وحتى الآن عن طريق حملات التبرع، التي تقام في مختلف مناطق محافظة القطيف، مشيرًا إلى أن فريق الحملات يعمل جاهدًا لسد ذلك العجز طوال العام، من خلال جدولة الحملات مع منسقين من المجتمع ينتسبون إلى لجان صحية في الجمعيات والأندية الرياضية.

وأضاف: “لا يزال وضع الحاجة للدم قائمًا حتى مع وجود تلك الحملات، إلا أننا نأمل مع تطبيق هذه الفكرة الجديدة أن يكون مخزون بنك الدم في حال أفضل – بإذن الله وبجهود أفراد المجتمع”.

وعن أكثر وأقل الفصائل التي يتم التبرع بها، قال: “من بين كل فصائل الدم فإن نسبة فصيلة الدم O+ هي النسبة الأعلى في مجتمعنا القطيف، ومن الفصائل النادرة التي تكثر الحاجة إليها هي فصيلة الدم O-“.

مشرف بنك الدم بمستشفى القطيف المركزي محمد العبدالله


error: المحتوي محمي