حين تأنس بصحبة شخص لا تمل النقاش معه ولا يستوقفك حديث أو سؤال، وربما تتكرر نفس الحكايات والأحداث وتنساها، وفي كل حين تشتاق إلى سماعها من جديد.
حين يكتب أحدنا مذكراته والأحداث التي مرت في حياته، ويضعها في قصة أو كتاب، يشارك أهله والناس بخبراته وإنجازاته والتجارب والمعاضل التي واجهها.
لو تبادل الناس خبراتهم وإستفادوا من بعضهم، في جو من الألفة والمحبة، وحسن الإستماع والتقدير، لكان التكامل من صفاتهم والإستغلال الأمثل طريقهم.
لو يقلل الناس من تبادل الأخبار وإستبدالها بالمناقشة والأفكار، التي يحتاجونها ويعملون من أجلها، لأصبح التكامل والإبداع في كل إنتاجهم وعطائهم.
الإنتاج الفكري والذهني المحلي مهما تفوق لا يحصل على التشجيع والدعم اللأئق، ما يأتي من خارج البلاد يحصل على الإهتمام أكثر، كما الأشياء الآخرى.
تراث البلاد يحتاج كتب ومجلدات، لتدون الحضارات المتعاقبة، وكل الرموز والقادة، والزراعة والفلاحة، والبحر واللؤلؤ، وحتى الفن في الطبخ والأكلات.
قليل الذي كتب عن تراث البلاد، تجارب رائدة ومميزة في مناطقنا، مع تطور الوسائل والتقنيات ربما إعادة الصياغة والإسلوب والعرض كذلك، يجعلها أجمل.
الصور التراثية ليست أبدا مكان الكتابة، هم يكملوا ولا يستقيموا بذاتهم، يحتاجوا عبارات وتفاصيل لتوضيحهم حتى يبقوا في كل العصور وتفهمها الأجيال.
هذا زمان تغلبت فيه الصورة على الكلمة، سهلة ومريحة وسريعة ونافذة، ولكنها تبقى ناقصة مع حلاوتها ونقائها، ولا تبقى معروفة كبقاء الأشعار والكتب.