فتح المدرب محمد آل مال الله آفاقًا واسعة لاكتشاف أسرار بناء العلاقات الإنسانية بين الناس وكيف يتم بناؤها لتلبية الحاجات الذاتية سواء كانت عاطفية أو اجتماعية، لتحقيق أهدافها المتعددة بين ما هو اقتصادي أو تربوي وثقافي، وفق خطوات يستوعبها الجميع.
جاء ذلك في حديث المدرب والكاتب آل مال الله أثناء استضافته من قبل لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، في ورشتها “مع من تكون” المنظمة يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2019م، بحضور مجموعة من المهتمين والمهتمات بالشأن الثقافي والاجتماعي في المجتمع.
وأعطى المحاور سعيد الحداد في مستهل الورشة تعريفًا تفصيليًا عن السيرة الذاتية للمدرب مع ذكر إنجازاته على المستوى العلمي والتدريبي وكتابة المؤلفات الأدبية.
وأخذ آل مال الله الآيات القرآنية والأحاديث الواردة من سيرة آل البيت (عليهم السلام) مدخلًا للتعريف بالمفاهيم والمحاور المطروحة، معتبرًا أهمية توطيد العلاقات الإنسانية ضرورة حياتية وكونية، نابعة من دعوة إلهية إلى تعارف الناس فيما بينهم، والوعي بمعرفة حدود كل نوع من هذه العلاقات، سواء كانت قسرية أو اختيارية.
وذكر أن العلاقات الأسرية مع الوالدين، وبين الأزواج والأبناء والأخوة هي أولى أنواع العلاقات الإنسانية، منبهًا بأنه رغم أنها قسرية إلا أنه لابد من بنائها على الود والألفة والرحمة، ثم تأتي بعدها العلاقة الجوارية مع الجار ذي القربى والجار الجانب، ثم تتسع إلى العلاقات العامة مع الأصدقاء والزملاء، منوها بأن جميعها يختلف باختلاف الحاجات والأهداف ولا تكون بمستوى واحد، وعليه يمكن تقييمها من حيث الضرورة والأهمية.
وشدد على الجميع أنه عند تأسيس العلاقات لابد من معرفة الهدف الذي يتعدد بين؛ عاطفي، واجتماعي، واقتصادي، وتربوي، وكذلك تحديد نوع العلاقة وكيف ستكون مستقبلا؛ أسرية جوارية أو عامة، بناء على تحديد الأشخاص وفق الجنس والسلوك بين الاختياري والقسري.
وطالب بمعرفة ركائز العلاقات الإنسانية التي تبنى على الحب، مع تعددها بين؛ الإخلاص، والصدق والإيثار، والاحترام، والوفاء، والثقة، والانجذاب والتماسك، لافتًا إلى أنه عند وجودها يكون التكامل في العلاقة الإنسانية.
وأوضح أن العلاقة الزوجية تعتمد على قواعد قوية في التعامل، تجمع في مجملها؛ المعاشرة الجميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن، مشترطًا تنفيذها بوعي لتحقيق حفظ وأمان العلاقة، مع استخدام الفطنة والحلم والحكمة في التعامل بين الزوجين.
ودعا إلى إيجاد مقومات لاستمرار العلاقة الزوجية؛ إذ لابد أن تكون مبنية على أسس من الدين والأخلاق، والعاطفة المتبادلة من جانب كلا الزوجين، وكذلك النظر للجانب الاقتصادي والصحي، مؤكدًا على أن فقد أحد المقومات والركائز يوجد خللًا في العلاقات الزوجية، مع الوعي بأن ميزان الحياة في العلاقة الزوجية التفكير في العطاء بلا حدود قبل الأخذ.
وأرجع اختلاف الأهداف والتوقعات بين الناس على رأس الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الخلل في العلاقات الإنسانية، ويندرج تحتها اختلاف المصالح واختلاف المبادئ والقيم، واختلاف الثقافة، واختلاف المفاهيم، واختلاف المستوى الاجتماعي، واختلاف العادات والتقاليد، بالإضافة إلى اختلاف الطباع، والصراع بين الأجيال، وخمود الجذوة العاطفية.
وأوصى المدرب بعلاج الخلل في العلاقات الإنسانية عبر اتباع عدة خطوات تبدأ بتقييم الموقف ودراسة تحليل له، ووصف الخلل، وإيجاد أرضية مشتركة والعمل على التقدم إلى الأمام.
واختتمت الورشة بالشكر والتكريم من رئيس لجنة تنمية سنابس أمجد الحبيب وأعضاء اللجنة إلى المدرب محمد آل مال الله على تقديمه معلومات تعزز على تأصيل العلاقات الإنسانية.