الجارودي.. تقاعد من البحرية ليتفرّغ لزراعة الورد

ما إن سلّم عهدته للقوات البحرية؛ حتى كان قرار طريقة حياته بعد التقاعد جاهزاً.. العودة إلى الزراعة.. وهكذا استأجر الحاج عباس الجارودي بستاناً غربيّ بلدته «التوبي»، ليجعل منه جنةً تجري من تحتها الأنهار، وتصطفّ فيها النخلات إلى جانب شتلات الورد والمنجا والإترجّ، وسائر المزروعات التي تتقبلها تُربة القطيف الخصبة.

ومنذ 13 سنة، وبستان «الكطاطين» متخصّصٌ في زراعة «الرّياحين» والمزروعات العطرية، بينها أربعة أنواع من الورد، والريحان والفل والرازقي والفوطن والنعناع. وكيل الرقيب السابق، الذي يعرفه سكان التوبي بـ «أبو جهاد»، يُمضي نهاره في البستان، وبعد الظهر يشاركه أبناؤه العمل. وصباح كلّ سبتٍ يأخذ نقوةً من بضاعته ويعرضها في سوق السبت (سوق الخميس سابقاً).

لكن رزقه غير محصور في السوق.. وحين التقته «الشرق» قال «رزقي يأتيني إلى هنا»، فزبائنه يأتونه «من كلْ مكان»، من القطيف ومن خارج القطيف، ويشترون منه الورد والرياحين والشتلات، ومعها النصائح الأولية للتعامل مع كل شتلة.. لكنّ سُمعته في الورد هي الغالبة على الفلّاح العائد إلى أصله الريفي بعد التقاعد.. وهو يزرع الورد المعروف خليجياً بـ «المحمدي»، إلى جانب «الجوري» المنتشر في بلاد عربية كثيرة. كما نجح في زراعة الورد «الطائفي» وأنتج شتلاتٍ ونشرها بين زبائنه. علاوة على ذلك؛ نجح في زراعة الورد السوري المعروف بـ «السلطاني» المتعدد المواسم.

ومثلما جاء «أبو جهاد» من حياة الريف؛ فإنه حريصٌ على نقل خبراته ومعرفته الزراعية إلى أبنائه الذين برعوا في تنفيذ المهام الزراعية في البستان.. إنهم لا يزرعون ويحصدون ويسقون فحسب؛ بل لديهم مهارات رعاية النخلة، من «الترويس» حتى «الصرام». و «أبو جهاد» سعيد بإنجازه هذه المهمّة، مهمة توريث الزراعة لأبنائه المتعلمين والموظفين.


error: المحتوي محمي