تلك الأدخنة ذات الرائحة المميزة والساحرة ما هي إلا بسب احتراق سجين النخل وبقايا الأحراش والحشائش اليابسة لغاية التنظيف والتخلص منها والتي أيضا تُفيد في تنظيف الجو العام من الحشرات والآفات المتعددة والضارة لكثير من الأشجار والنخيل والمحاصيل الزراعية.
لماذا رائحة الطبينة تسحر كثيراً من الناس وبالخصوص الأحسائين؟!
عندما تتجهة إلى القرى الشرقية من أي جهة كانت فسوف تشم تلك الرائحة المميزة وفي القطيف تشمها في كثير من المناطق الزراعية وبالخصوص في بلدات المحيط كبلدة الجارودية والحلة والتوبي والخويلدية…
المادة العطرية في النخلة “الطبينة” قد تكون فريدة “يونيك” ولا توجد في غيرها من الأشجار وهذا واضح عند احتراق أي حطب عادي لا تشم منة رائحة الطبينة المميزة
إنها رائحةٌ ساحرة.
تلك الرائحة تعطيك الشعور بالحنين إلى الماضي والتمسك بأرضك ومزرعتك ونخلك وديرتك ووطنك وما يحوية من أيام جميلة…
ترجعك إلى ماضي الأيام التي كانت ولائم أفراح الزواجات تطبخ بالطبينة ورائحتها تفوح في الحارة تقدم لهم دعوة الحضور…
تذكرك بالماضي ورائحة الغليون الذي كان جمرة الطبينة تشعل بالغدو وتطفأ بالأصال لأكثر المزارعين والفلاحين في الأحساء والقطيف وبها حتي الشاهي يدور…
إذا استمر الجور في تقطيع النخلة وتحويل المزارع إلى مخططات في كل من الأحساء والقطيف فسوف يأتي يوم لن نشم فية تلك الرائحة الطيبة التي تربطنا بالأرض والماضي.
فهل نعوّل على الطبينة الصناعية ونرى يوما عطرًا تتكون قاعدتة العطرية من رائحة الطبينة المقاربة للطبيعية؟
أم سوف نرى أرضنا ومزارعنا ترجع وتعمر من جديد بالنخيل مع أشجار الفواكه المتعددة والمشهور بها المنطقة ونستمر نشم رائحة الأرض ورائحة الطبينة.
البعض متشائم والقليل متفائل؛ لأن الإقطاعي والعقاري لا يفكر ولا يهتم بالطبيعة…!
كثير من العطور تتكون قاعدتها العطرية من مصدر روائح خشبيه كالعود والصندل وخشب الأرز وأكثرها عطور صناعية وليست طبيعية…
كل عطر يحتوي على سلم عطري يسمى بالنوتة العطرية التي تتكون من ثلاث طبقات عطرية تبدأ بمقدمة العطر وقلب العطر وقاعدة العطر وهي التي تلصق وتبقى على الملابس لمدة تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة تزيد وتنقص حسب جودة ونسبة زيت القاعدة العطرية.
نناشد صانعي العطور أن يصنعوا لنا توليفة من رائحة الطبينة وتكون مقاربة لرائحتها الطبيعية لأنة للأسف مناشدتنا في وقف الجور على النخلة وعدم تحويل المناطق الزراعية إلى مخططات سكنية لم تنجح…!
مازال العقاري جشعًا والإقطاعي لا يشبع…ᴉ
قتلوا النخل واختفى السواد، دفنوا البحر ومات القرم وسوف يأتي يوم لن نشم فيه رائحة الطبينة…