من الخويلدية.. بعد معاناة 12 عامًا.. ابنتا العباس «مسعفتان» لإنقاذها من غيبوبة السكر

بين أمها وابنتيها، ترتجف القلوب خوفًا من مداهمة نوبة مفاجئة، لا يتحسبن لها، ولا يعرفن مضاعفاتها، لكن الأم توصي، وتدعو، والابنة الكبرى أصبحت متمرسة في الإنقاذ السريع، ولحقتها الابنة الأصغر التي باتت تجيد تنفيذ التعليمات الإسعافية لنوبة السكري.

تأسف زهراء كاظم العباس بعد إفاقتها من غيبوبة السكر المفاجئة، وتحمد الله أنها مرت على خير، وقبل 12 سنة لم تكن تعلم أن عواقب إهمالها العلاج ستكون وخيمة عليها، ويتكبدها مَنْ حولها أيضًا.

تروي “العباس” لـ «القطيف اليوم» أنها كانت حاملًا في الشهور الأولى في طفلها الثالث، عندما علمت أنها مصابة بالسكري، واستمرت في أسلوب حياتها كالمعتاد، رغم اتباعها حمية غذائية، لتفاجأ بعد الولادة أن إصابتها لم تكن “سكري حمل” وانتهى الأمر، ولكنها أصبحت مصابة إصابة فعلية وعليها أن تلتزم بإبر الأنسولين.

وتضيف: “كنت أتابع مع المركز الرعاية الصحية، ولكن بعد تدهور الحالة وتشعبها تم تحويلي من مركزي الخويلدية؛ إلى مركزي الشويكة، وإتمام متابعة النظام حتى صرف العلاج هناك”.

أما عند مقارنة الحياة قبل وبعد السكري فتقول: “الآن صعبة وأحاول التأقلم مع الحمية، والالتزام بنظام صحي، وعدم الإخلال به، ولو كنت قبل الحمل ملتزمة بالتمارين والأكل الصحي؛ لما كنت وقعت بمشكلة التي أدت لاستمرار السكري ما بعد الحمل”.

بعد 8 سنوات
وتذكر “العباس”: “خلال هذه الفترة بعد ثمانِ سنوات ترددت كثيرًا، أخافتني هذه الإصابة من الحمل مرة أخرى، ولكنها إرادة الله، فرزقت قبل ثلاث سنوات بابني الأخير، الذي صعب عليّ كثيرًا فترة الحمل بسبب الإصابة بالسكري ولم أستفد من المتابعة مع مستشفى خاص، فلم تكن دقيقة إلى درجة صعبت وقت الولادة وتحول الأمر إلى عملية قيصرية”.

كتيبة الإسعاف
تتابع حديثها: “أحاول التأقلم مع الوضع كوني أصغر مصابة سكر في العائلة، أما بقية المصابين بالسكري فهم بعمر كبير، وأكثر من يقلق حيال ذلك هي أمي فهي تفكر كثيرًا بصحتي، وعندما تأتيني نوبة السكر وأنا في المنزل وأفقد الوعي حينها تسعفني ابنتي الصغيرة، أما ابنتي الكبرى فأصبحت على دراية بكيفية التصرف في حدوث أي طارئ لي، كما ينبههما والدهما للتيقظ والمسارعة بالإسعاف في حال حدوث شيء ما، أو عندما أفقد الوعي”.

تغذية صحية
وتؤكد “العباس” أنها ترجمت معاناتها إلى حرص على صحة أبنائها، وتلتزم بنظام غذائي صحي لكل أفراد الأسرة، لتحميهم من التعرض للسكري، وتعمل قدر استطاعتها على التخفيف من المواد السكرية، والمواد الحافظة.

نوادٍ نسائية
ووجهت نداءً قائلة: “لو كانت هناك نوادٍ بأسعار أقل، أو مساحات تُستغل من قبل الجانب النسائي، لنقوم بممارسة الرياضة، لقطعنا طريقًا أقصر للقضاء على مشاكل كثيرة؛ كالبدانة، وزيادة الوزن التي تؤدي بنا للأمراض”.

الحمية الكيتونية
في سياق متصل، ذكرت ليلى المرزوق، من اللجنة الصحية التطوعية المشاركة في فعالية “اليوم العالمي للسكري”، أهمية الحمية الكيتونية لمصابي السكري، حيث تركز على تحويل الدهون إلى سكر بدلًا من أخذ سكريات واضحة، أو مخبوزات تتحول إلى سكريات يصعب تخلص الجسم منها، وذكرّت بأهمية هذه الحمية لمصابي السكري، وأهمية التوقف التام عن مصادر الدقيق بكل أنواعه البر، أو الحبوب، أو الشوفان، أو الأرز، والاتجاه إلى دقيق اللوز فقط.

وأوضحت “المرزوق” أن إنتاج الدهون في جسم الإنسان أنظف من وجود السكريات التي تتحول إلى دهون، مثل الكهرباء التي يعد وجودها تعويضًا مفيدًا عن استخدام البنزين في الحياة، وإضافة كمية من الدهون تعويض للجسم عن السكر، وللإحساس بالشبع، حيث يستفيد منه الجسم كطاقة، مثل قطعة لحم بدون إزالة الشحم، أو دجاج، أو سمك، بإضافة زيت زيتون، مشيرة إلى أن كميات الدهون بالغذاء لا يمتصها الجسم كاملة، والنظام يعتمد على وجبتين إلى ثلاث وجبات في اليوم بدون وجبات خفيفة بينها.

وختمت بأن التعود على هذا النظام يتم بشكل تدريجي، فالشخص يحتاج الى إرادة تامة لقطع السكريات والاعتماد على الدهون غير المهدرجة، مثل زيت الأفوكادو، وزيت جوز الهند، والابتعاد عن السكريات التي هي الخطر الأكبر.


error: المحتوي محمي