
في هذا العالم، عندما تطور قوتك، وتصل إلى مكنون قدرتك، وتكتشف ببراعة إدراكك بالموجودات من حولك!
لربما يراك البعض غريباً في قرارك، مختلفاً في صفاتك، متميزاً بما عندك.
لن يرى الأشياء التي تراها أنت إلا قلة قليلة ممن هم حولك، لن يفهموا عمق إحساسك وقسوة قرارك، لأنك لم تكتفِ بظواهر ما ترى بل أبحرت عمقاً بداخل عمق، وطرت بالأفكار تحاكي ما سيكون جراء ذلك من فعلٍ وسكونٍ وحركة..!
لن تأخذ كل ما تسمع، ولن تُطلق أحكاماً من دون دليل إدانه، مهما سمعت، مهما قالوا لك، مهما أغضب ذلك من حولك، بل ستحاول أن تُغلق باب الغيبة الذي أثار جدلًا من حولك، ستبحروا في إيجاد العلة منها، وستسعى إلى أن تكتشف المنشأ المسبب لها لِتغلقه بجمال نصيحة. دون الخوض في عيوبه، ودون إشعال نار الفتنة التي تروج له..!
حتى لو رآك البعض تتواطأ في أن تعاقب المذنب الذي ثبتت إدانته عندهم لا عندك، أو أن يكون هدوءك هو رضا شراكةً مع ما فعل!
لا تنشغل بالسلبية عن الإيجابية.. فبدل أن تهين ذاك الشخص بوابلٍ من الشتائم، كان أولى لك أن تدعو له بالصلاح، لأن دعوتك لربما تكون سبباً في صلاحه، وكيف لا ودعوة المؤمن مستجابة في حق أخيه المؤمن.
حلل ما حولك بحكمة رأي، واستوعب الاختلاف بمرونة نفس، رغم علمك بنفاذ عاطفة قلبك إلى عقلك.. لا تتهاون بأن توشي بالحقيقة على نفسك إلى أن تُدين بالصدق نفسك..
حتى لو اعتقد من حولك أنك غريبُ أطوارٍ تجلد ذاتك، وتكره بؤس حياتك.. في مكنونك أنت لست كذلك، لأنك تريد أن تكون واحداً مع نفسك ومع من حولها جهرًا وسرًا.. لا تريدُ أن تكون جمال قناعٍ، ولا صورة ملاك..
لا تتقلب لرغبةِ هوى، ولا تتنازل عن الحق ظلماً لنيل منزلة.
ولأنك سترى ما لا يرون، لربما تكون معقداً، مجنوناً، ولربما صاحب مرض.. لا تهتم بما يقال..
آمن بنفسك فأنت تنمو كما يريدك الله.