ظاهرة بدت منتشرة في السنوات الأخيرة، تترك أثرها على متلقيها، فبين حساب مخترق، أو رسالة تهديد، أو عبارات ابتزاز، بات كثيرون يستشعرون الخوف أو الغضب أو حتى انعدام الحيلة تجاهها.. ماذا أفعل، كيف أتصرف، ولمن ألجأ؟ أسئلة تطرح وتحتاج إجابة موثوقة.
عن تلك التساؤلات وغيرها، أجاب خبير الأمن السيبراني، والمحاضر في تقنية المعلومات نضال آل مسيري، موجهًا عدة نصائح لحماية الأطفال وكبار السن، الذين زادت الجرائم الإلكترونية بحقهم في الآونة الأخيرة.
وقال آل مسيري في حديثه لـ«القطيف اليوم» بأن القانون رادع لكل مَنْ تسول له نفسه، ارتكاب أي من الجرائم الإلكترونية، أو نشر محتوى مخالف.
الرسائل الاحتيالية
وفصل آل مسيري هذه الجرائم إلى عدة مجالات، منها الرسائل الاصطيادية أو الاحتيالية، والتي غالبًا ما يتم توجيهها لكبار السن، بأن تأتي رسالة نصية، اصطيادية، سواء للإعلان عن فوز في مسابقة، أو فوز عشوائي دون مشاركة، بالضغط على الرابط؛ لاستكمال مراحل الفوز، بحسب ما يوهمون به من تصله الرسالة، أو بالتواصل من شخص لمعرفة بيانات، وهذه الرسائل دون تفكير لابد من التواصل مع الرقم 3333 ونعيد إرسال نفس الرسالة، حتى تتخذ الجهات المختصة الإجراءات اللازمة لتتبع مصدر الرسالة والتحقيق فيها.
وأشار إلى أن هذه الرسائل تستهدف كبار السن، وتقوم بالنصب عليهم، وتطلب تحويل مبالغ كبيرة، وأكد أنه يجب توعية كبار السن بعدم الاستجابة لهذه الرسائل، خاصة أنها تستغل أسماء معروفة من البنوك، أو هايبر ماركت شهيرة، للتغرير بالضحية.
الابتزاز الإلكتروني
وانتقل المسيري إلى نوعية أخرى من الجرائم الإلكترونية، والتي تنحصر في فئة الشباب من الجنسين، وقال: “هناك أشخاص غرباء، يتواصلون مع الشباب على أنهم بنات، من خلال الرسائل الخاصة، ثم تدور بينهم محادثات الفيديو، والتصوير، وحفظ الفيديو، ورفعه على اليوتيوب، ومن ثم الابتزاز بدفع مبالغ مالية، أو نشر الرابط للأهل والأصدقاء، وكل قائمة التواصل الموجودة على أجهزتك، سواء موبايل أو جهاز كمبيوتر، لذلك علينا مراجعة الحسابات أولا بأول، والتعرف على مصدر الرسائل التي تردنا، بعضها تكون من حسابات حديثة الإنشاء، ومكان الإنشاء يختلف عن المكان الذي يتحدث منه، وأحيانًا اللهجة تكون مختلفة، لنكن حذرين، ولا نتجاوب مع الشخص الذي يراسلنا مباشرة، حتي نتأكد من هويته، فلا يكون شخصًا مجهولًا بالنسبة لنا، ونعطيه معلومات خاصة”.
وأشار إلى أن ما يقارب من 90% من جرائم الابتزاز سببها الجهل باستخدام الأجهزة الذكية، وهنا نصح بأنه من المفروض ألا نسلم الجوال للصيانة أو لتنزيل الإعدادات قبل تشفير البيانات، حتى لا يتم أخذ نسخة احتياطية، وعدم تسليم الجهاز لأي شخص، سواء تعرفه أو لا تعرفه، لأنه من السهل السيطرة على الجهاز واختراق كل المحتوى في ثوانٍ معدودة.
تطبيقات
ومن القصص التي ساقها آل مسيري لتعرض الفتيات للتحرش والابتزاز، قصة فتاة طلبت من محل موبايلات تنزيل تطبيقات، فقام العامل بتفعيل تطبيق dropbox، ثم قام برفع كل صورها، واكتشفت ذلك بعد أن كانت كل صورة تلتقطها بالجوال، يتم إرسالها لها من رقم مجهول، وبعد فحص الجهاز، اكتشف الاختراق الذي تم.
ونصح في هذه الحالة بإجراء وقائي، وهو تنزيل الإعدادات بنفسك، والحماية بعدم تنزيل البرامج من مصادر خارجية، أو مجهولة المصدر، لأنه من الممكن تحميل البرامج ولكن قد يكون بها برامج تجسس، أو فيروسات.
وأشار إلى أنه من جرائم الابتزاز أيضًا، اختراق الواتس آب، من خلال رابط، ينشر ملف تجسس، ومن النقاط التي يجب تفعيلها خاصية التحقق، وذلك باستخدام أرقام فريدة، وكذلك بالإيميل، وعدم الضغط على أي رابط غريب يصلنا.
ماذا تفعل؟
ولكن ماذا تفعل إذا تعرض أحد أجهزتك الذكية للاختراق؟، أجاب ال مسيري أنه في حال تعرض أحد الأجهزة الذكية للاختراق، أو تعرض الشخص للابتزاز، فإن أهم شيء هو جمع الأدلة عن الجريمة المعلوماتية، وهناك عدة جهات يمكن التواصل معها، أولها “كلنا آمن”، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومرصد “أبشر”، حيث يمكن الدخول على قسم الجرائم المعلوماتية، ورفع الصور والرسائل والأدلة الموجودة، وقال: “يمكن كذلك تقديم المساعدة من قبلي للشخص الذي تعرض للجريمة، وتقديم العون له للتواصل مع الجهات المختصة”.
حماية الأطفال
أما الشكوى الأكثر شيوعًا، فبين أنها تعرُّض الأطفال لهذه الجرائم، التي تفوق إدراكهم، وقدراتهم في التعامل معها، موضحًا أن كثيرًا من الأجهزة بها تحديد لعمر الطفل، ولابد من تفعيل هذه الخاصية، حتى لا يرى أشياء لا تناسب عمره، مشيرًا إلى أننا بذلك نحدد نوعية المشاهدات التي تصله على اليوتيوب، والبرامج التي يمكن أن ينزلها من المتجر، مضيفًا أنه عند تحديد العمر، فإن كثيرًا من البرامج تختفي من المتجر لأنها لا تناسب عمره.
بدائل
اليوتيوب صديق أطفالنا في هذا الوقت، كيف يمكننا أن نجعل منه صديقًا يؤتمن على صديقه؛ أوضح آل مسيري أن برنامج اليوتيوب يقوم بتصفية الفيديوهات التي يمكن للطفل مشاهداتها، كما أن stc وفرت تطبيق “تيوبي”، وهو تطبيق آمن، ومصفى، ويمكن للأطفال استخدامه، ويكون بديلًا لليوتيوب العادي، منوهًا إلى أحد المواقع على الإنترنت اسمه kidsapp.sa، ووصفه بالآمن.
وقال: “بتلك الخيارات نحمي الأطفال، وبذلك يمكن تقنين استخدام الأجهزة الذكية، فكثير من الآباء والأمهات يشتكون من استغراق أبنائهم في استخدام الموبايلات”.
وأضاف: “هناك برامج family link، للمراقبة الأبوية، our act، ننصبهم على الأجهزة، ويتم تحديد مواعيد الاستخدام على هذه الأجهزة، ويمكن إغلاقه عن بعد، من خلال هذه التطبيقات، ونستطيع معرفة البرامج والمواقع التي يدخل عليها الابن”.