في القطيف.. بعد 40 عامًا على رحيله.. «الخط» يعيد «رسم قلب الخنيزي» إلى الواجهة

قبل 46 عامًا تقريبًا وصف شعره قائلًا: «شعرى أنا شبابة الراعي، ولحن البادية»، فعلى الرغم من أن له ديوانًا واحدًا مطبوعًا، إلا أنه كان يعرف تمامًا قيمة هذا الشعر الذي يكتبه بنبض قلبه، وخلجات روحه، عشقًا، ووجدًا، يرصد ازدواجية الحياة من حوله، والتي يراها بروح الشاعر الشفافة، وأخلاقيات الإنسان التي يسمو بها الشعر.

الشاعر عبدالواحد حسن الخنيزي، واحد من كتاب وشعراء القطيف الذين أسهموا في رفعة الأدب العربي، فهو من المواهب الناصعة التي قدمت الكثير لعالم الشعر، وقد وُلِد بقلعة القطيف سنة 1345هـ (1926م)، وتوفى سنة 1401هـ (1981م)، وتنقل بين المملكة ومصر، وعمل بإدارة الأحوال المدنية بالقطيف، قبل أن يتحرر من ضغط الوظيفة ليشتغل بالأعمال الحرة.

و”الخنيزي” كأغلب شعراء جيله تعلم على أيدي علماء مدينته، وتشرب منهم الأدب والبيان، والفقه، وعرف المجتمع بنباهته، فقدروه أحسن تقدير، وهو ما تحقق بالفعل مع مسيرته العطرة عبر الكلمة.

رسمت قلبي
صدر للخنيزي ديوان شعر واحد هو “رسمت قلبي”، ويضم 37 قصيدة، عن “مكتبة الأنجلو” المصرية، سنة 1973م، كما أن له قصائد قد وثّق لها في كتاب ”أدباء من الخليج”، وقصائد مفردة نشرت في صحف، ومجلات مختصة سواء في المملكة، أو في لبنان، أو في مصر، بالإضافة إلى ديوان مخطوط تحت عنوان “حب وأمل”.

أربعون عامًا
بعد أربعين عامًا على رحيله، وفي دعوة مفتوحة للرجال والنساء، يستعيد منتدى الخط الحضاري، يوم الخميس 24 ربيع أول 1441هـ، جماليات أشعاره، في أمسية لتدشين ديوانه “رسمت قلبي”.

التجربة الوجدانية
يوضح الكاتب فؤاد نصر الله في مقدمة ديوان “رسمت قلبي” أن من سمات القصائد الشعرية لعبد الواحد الخنيزي، ميله الشديد للتجربة الوجدانية، والنزعة الواضحة للسرد في أشعاره، ومعالجته الهادئة لقضايا اجتماعية وسياسية عبر مسارات القص؛ الشيء الذي جعل أعماله ممتعة، تجمع بين البساطة في التناول وبين عمق التأثير، الشيء الذي حفظ لقصائده التفوق والخلود.

ويقول نصر الله: لقد ظل الشاعر ملتزما بالعروض الشعرية، وحرص على الوزن والقافية باعتبارها مرتكز كل نص شعري متماسك، وقد حلق طويلًا في أجواء الطبيعة الخلابة، معبرًا عن قوة العاطفة ليكون العمل الشعري قادرًا على النفاذ لقلوب المتلقين بسهولة ويسر.

الإخلاص للوطن
ومن خلال تفحص نصوصه الشعرية نلمس إقباله على الحياة بحب وتفاؤل واستبشار، فهو يرى الكون منبعًا للمشـاعر الدافئة، وهذا لم يسقط تطلعه للمساهمة في بناء وطنه حيث يتناول قضاياه بشيء من الشفافية والرهافية والجدية. فهو إذن مخلص للقطيف، مسقط رأسه، كمدرسة للطبيعة البكر، وكسند لتجربة شعرية وشعورية تتميز بالإقبال على الحياة، ولوطنه المملكة العربية السعودية، حيث الإخلاص لهذا الوطن الكبير، ونبذ روح التعصب، لذا نراه محبًا لأهله ولأبناء وطنه، وللعرب والمسلمين، وفي نفس الوقت متصالحًا مع الآخر بما في نفسه من مساحات للإشراق والمحبة، مع رؤية الكون في أزهى أحواله.


error: المحتوي محمي