ميلادُ خيرِ الأنبياءِ بهِ الهَنا
و بهِ المسرَّةُ دُونَ شكٍّ تعتلي
هو رحمةُ اللَّهِ التي جاءَت لنا
بالخيرِ والدِّينِ القويمِ الأفضلِ
هو ذلكَ النّورُ الذي زالت بهِ
ظُلَمُ الغِوايةِ في الزَّمانِ الأجهلِ
قد جَاءَ و الأقوامُ ترفُلُ بالعنا
و الجهلِ و العيشِ الخسيسِ الأرذلِ
يقعونَ مِن جهلٍ على أصنامِهم
مُتَعفّرينَ و دُونَ أيّ تعَقُّلِ
و البعضُ مِن تمرٍ تراهُ مُشَكِّلاً
صنماً إذا ما جاعَ رامَ لمأكلِ
يئدونَ في حُفَرٍ هُناكَ بناتهم
يخشونَ إملاقاً بسُوءِ تعلُّلِ
فأتاهمُ الهادي البشيرُ بشرعةٍ
فيها تعاستُهم هنالك تنجلي
و دعاهمُ لعبادةِ الرَّبِ الذي
هو خالقٌ هو راحِمٌ لِمَنِ ابتُلي
و أزالَ عنهم إصرَهم و شقاءَهم
مِن بعد ما كانوا بمَوطِئ أرجُلِ
بقدومِهِ وهبَ الحياةَ سعادةً
و بغير هَدْيِ الخلقِ لا لم يحفَلِ
هو صاحبُ الخُلُقِ العظيمِ و قد أتى
وصفٌ بذاكَ لَدَى الكتابِ المُنزَلِ
و هو الذي بعثَ المُهيمنُ رحمةً
للعالَمينَ و صاغَهُ كالمشعَلِ
يهْدي الأنامَ بدينِهِ و بهديِهِ
و بغيرِ ذاكَ الدِّينِ لا لم يقبَلِ
ختمَ الإلهُ بهِ الرِّسالاتِ التي
سبقتْ و لولا أحمدٍ لم تُرسَلِ
هو عِلّةُ الإيجادِ في خَلقِ الدُّنا
و أعَزُّ محمودٍ لَدَى الرَّبِّ العَلي
رفعَ المُهيمنُ ذِكرَهُ و أجَلَّهُ
و حباهُ تعظيماً يليقُ بمُرسَلِ
إنَّ الصّلاةَ إذا خلَت مِن ذِكرِهِ
بطلَت و عندَ اللَّهِ لا لم تُقبَلِ
و إذا تنكَّرَ للرِّسالةِ جاحِدٌ
في رِبقةِ الإسلامِ لا لمْ يَدخُلِ
أعظِمْ بهِ مِن مُرسَلٍ تزهو بهِ
دُنيا المكارمِ في المَقامِ الأنبَلِ
مَن ذَا يضاهيهِ بمجدٍ أو عُلاً
و مقامُهُ العالي بدا كالمُذهِلِ
كيفَ ارتقى السَّبعَ الطِّباق بليلَةٍ
فيها نواميسٌ غدت في مَعزلِ
لِمَ لا و قد شاءَ الحبيبُ حبيبَهُ
للقائهِ في مشهدٍ لم يحصَلِ
إلاّ لخيرِ الأنبياءِ مُحمّدٍ
و فؤادُهُ مِن بردِ قُربٍ مُمتلي
صَلَّى عليهِ مَليكُنا ما أشرقت
شمسٌ و تغريدٌ بدا مِن بُلبُلِ .