هو صاحبُ الخُلُقِ العظيم …

ميلادُ خيرِ الأنبياءِ بهِ الهَنا
و بهِ المسرَّةُ دُونَ شكٍّ تعتلي

هو رحمةُ اللَّهِ التي جاءَت لنا
بالخيرِ والدِّينِ القويمِ الأفضلِ

هو ذلكَ النّورُ الذي زالت بهِ
ظُلَمُ الغِوايةِ في الزَّمانِ الأجهلِ

قد جَاءَ و الأقوامُ ترفُلُ بالعنا
و الجهلِ و العيشِ الخسيسِ الأرذلِ

يقعونَ مِن جهلٍ على أصنامِهم
مُتَعفّرينَ و دُونَ أيّ تعَقُّلِ

و البعضُ مِن تمرٍ تراهُ مُشَكِّلاً
صنماً إذا ما جاعَ رامَ لمأكلِ

يئدونَ في حُفَرٍ هُناكَ بناتهم
يخشونَ إملاقاً بسُوءِ تعلُّلِ

فأتاهمُ الهادي البشيرُ بشرعةٍ
فيها تعاستُهم هنالك تنجلي

و دعاهمُ لعبادةِ الرَّبِ الذي
هو خالقٌ هو راحِمٌ لِمَنِ ابتُلي

و أزالَ عنهم إصرَهم و شقاءَهم
مِن بعد ما كانوا بمَوطِئ أرجُلِ

بقدومِهِ وهبَ الحياةَ سعادةً
و بغير هَدْيِ الخلقِ لا لم يحفَلِ

هو صاحبُ الخُلُقِ العظيمِ و قد أتى
وصفٌ بذاكَ لَدَى الكتابِ المُنزَلِ

و هو الذي بعثَ المُهيمنُ رحمةً
للعالَمينَ و صاغَهُ كالمشعَلِ

يهْدي الأنامَ بدينِهِ و بهديِهِ
و بغيرِ ذاكَ الدِّينِ لا لم يقبَلِ

ختمَ الإلهُ بهِ الرِّسالاتِ التي
سبقتْ و لولا أحمدٍ لم تُرسَلِ

هو عِلّةُ الإيجادِ في خَلقِ الدُّنا
و أعَزُّ محمودٍ لَدَى الرَّبِّ العَلي

رفعَ المُهيمنُ ذِكرَهُ و أجَلَّهُ
و حباهُ تعظيماً يليقُ بمُرسَلِ

إنَّ الصّلاةَ إذا خلَت مِن ذِكرِهِ
بطلَت و عندَ اللَّهِ لا لم تُقبَلِ

و إذا تنكَّرَ للرِّسالةِ جاحِدٌ
في رِبقةِ الإسلامِ لا لمْ يَدخُلِ

أعظِمْ بهِ مِن مُرسَلٍ تزهو بهِ
دُنيا المكارمِ في المَقامِ الأنبَلِ

مَن ذَا يضاهيهِ بمجدٍ أو عُلاً
و مقامُهُ العالي بدا كالمُذهِلِ

كيفَ ارتقى السَّبعَ الطِّباق بليلَةٍ
فيها نواميسٌ غدت في مَعزلِ

لِمَ لا و قد شاءَ الحبيبُ حبيبَهُ
للقائهِ في مشهدٍ لم يحصَلِ

إلاّ لخيرِ الأنبياءِ مُحمّدٍ
و فؤادُهُ مِن بردِ قُربٍ مُمتلي

صَلَّى عليهِ مَليكُنا ما أشرقت
شمسٌ و تغريدٌ بدا مِن بُلبُلِ .



error: المحتوي محمي