يوم الخميس الموافق 14نوفمبر 2019، كان زوار مهرجان “ربيع الخير”، على موعد مع تجربة حياتية، تمتزج فيها مهارات الفكاهة بالإلقاء، والتعليم بالقصة والمزح، من خلال اللقاء الذي نظمه المخيم الفني بالمهرجان مع أحمد قريش، المدرب المعتمد في مهارات الإلقاء، ومواجهة الجمهور، والتعليق الصوتي، ومقدم برنامج “المتحدث الصغير”، وجاء اللقاء تحت عنوان “التوستماستر والتعليق الصوتي”، وأدارته الإعلامية جنان العبد الجبار.
بدأ “قريش” بالحديث عن تجربته الشخصية قائلًا: “قدم لي التوستماستر مهارات كنت أفتقدها عند إلقاء خطاب معين، حيث كان غير منسق، وكانت الحركة على المسرح عشوائية، وبدون معنى وهدف، مما يزعج الجمهور، لكن عند انضمامي اتبعت الدستور الذي يتبعه نظام التوستماستر، وتطورت كثيرًا”، مشيرًا إلى أن التوستماستر مجموعة مهارات في مكان واحد.
وأضاف: “أول لقاء للانضمام للتوستماستر يكون فيه الأعضاء مبتسمين ويحملون طاقة إيجابية، ورئيس النادي يرحب بالأعضاء، ويكون لكل خطيب مقوم، يصحح بعض الأجزاء التي تحتاج إلى تطوير، إضافةً إلى وجود عداد الوقت والمقيم العام”.
بروتوكول
وتابع: “نوادي التوستماستر لها بروتوكول معين، من تعليم وتنظيم مسبق، ولقاءات كل أسبوعين، فأعضاء النادي مثل خلية النحل”، موضحًا أن أجواء النادي دائمًا إيجابية، حيث يتبع فكرة الساندويتش من ناحية التقييم.
فن للجميع
وبيَّن “قريش” أن نوادي التوستماستر موجهة لجميع الفئات العمرية، ولا تقتصر على عمر فوق 18 سنة، كما كانت سابقًا، فالآن توجد نوادٍ للأطفال، وأي شخص يمكنه أن يتعلم هذا الفن بشتى أنواعه، وحتى بالمنزل يعلمنا كيف نديره وننظمه بشكل جيد.
وأكد أنه في التوستماستر يحق لنا الحديث عّن جميع المواضيع، والمجالات، ماعدا السياسية، والجنسية، والدينية، وعلى الخطيب أن يلم بجميع جوانب الموضوع، منوهًا إلى أن مقولة “اعرف شيئًا عن كل شيء”، تعني الثقافة العامة، ومعرفة عامة لكل المواضيع بحدود معينة، لكن “اعرف كل شيء عن شيء”، أي تحدث عن التخصص الذي تعرفه كيفما تشاء.
التفاعل
وتحدث “قريش” عن تأهله في “ساتاك”، قائلًا: “ربحت اللقب في الخطب الفكاهية في الرياض نهاية عام 2013، عند مشاركتي”، لافتًا إلى أن “نوعية الجمهور تختلف من مكان لمكان، فعندما كنت في الشرقية، وقدمت الخطب الفكاهية لقيت التشجيع والضحك منذ بدأت، وحصلت على المركز الأول، بينما في الرياض 7 دقائق وأنا أقدم الخطب الفكاهية، والجمهور لم يتفاعل، وحصلت على المركز الثالث، فأنا أول قطيفي للأندية العربية يحصل على المركز الثالث”.
وأضاف: “في عام 2015 رفضت المشاركة في مسابقة الخطب الفكاهية احترامًا لأهالي بلدتي القديح ومراعاة لمشاعرهم، كيف لي أن أضحك الناس، وأهلي يتألمون، وحصلت على المركز الأول في الخطب الفكاهية على مستوى المملكة في خطبة بعنوان “قبلات”، مؤكدًا أن “تلوين الصوت وتشكيله جعلني أعرف كيف أعمل على تحفيز الجمهور من خلال الخطب كما فعلت في تحفيزي لنادي الصفا”.
بوابة
وتابع: “التوستماستر يعلمنا مهارات جديدة في فن الحديث، والإلقاء، وتلوين الصوت، وفي تقديم كورسات التدريب، إضافة إلى أن التوستماستر بوابة للتعليق الصوتي”.
وذكر “قريش” أن التعليق الصوتي لا يحتاج إلى صوت جميل، لكن نحتاج أن نتعلم كيفية تلوين الصوت ليتناسب مع النص المقدم، فالنصوص الإخبارية، والوثائقية، والدعاية، لكل منها أسلوب وطريقة معينة في الإلقاء، فمثلًا المعلق الوثائقي يجب عليه أن يظهر بعض المشاعر في صوته، والمعلق الصوتي يعتمد على مهاراته والتدريب إن أراد التنويع في مجالات التعليق.
وأوضح خطوات الانضمام إلى التعليق الصوتي ومنها؛ أن يجعل له قدوة يقلدها حتى ينتهج أسلوبًا خاصًا به، والتقليد يكون بمراقبة أسلوب المعلق في القراءة، وعدم التمثيل “كن كما أنت”، فطبقة “القرار” لها درجة تختلف عن طبقة “الجواب”.
أدوات
وعند سؤاله عن أدوات التعليق الصوتي، أجاب أن تكلفتها غير عالية فقد تتراوح من 500 إلى 700 ريال سعودي تقريبًا، من مايك وساوند كارد، وبوب فلتر، وبرنامج صوتي، مشيرًا إلى أنه بدأ بالتعليق الصوتي من داخل خزنة الملابس باستخدام المايك، مؤكدًا أن التعليق الصوتي مجال مربح ماديًا.
وقال “قريش” إن التعليق الصوتي يحتاج إلى تدريبات التنفس وسلامة النطق، حيث يستخدم القلم بوضعه تحت اللسان وتعطيل الفك لتقوية العضلات النائمة.
وسرد قصة ملك الرومان الذي كان يعاني من خجله وعدم سلامة نطقه عندما كان يواجه الجمهور، مشيرًا إلى أنه كان يضع حجر الصلبوخ تحت لسانه ليعالج مشكلته.
وأضاف أن الدوبلاج مجال صعب يحتاج إلى تلوين الصوت ولعب بالمشاعر وتمثيل، ويحتاج إلى احترافية عالية، لتأدية النص أمام الميكروفون.
وختم حديثه قائلًا إن التوستماستر مرحلة تعليمية مستمرة لا تتوقف عند حد معين.