خبرات وكفاءات من الدكاترة والأساتذة يمكنها أن تؤسس جامعة علمية

في يوم ميلاد نبي الرحمة والعلم والأخلاق الذي بدأ رسالته (ص) بالقراءة والقلم في مجتمع ساده الجهل والعصبية والحروب، رغم وجود أجمل معاني الأخلاق فيهم كالكرم والشجاعة، إلا أن الجانب السلبي كان أكثر هيمنة على نفوسهم وقد سادت لغة العداوة وعبادة الأصنام وأشدها العصبية، حينما ينصر أخاه ظالماً أو مظلوماً، وجاءت نبوة الرحمة لتصحح نصرته ظالماً بالإمساك على يديه.

نزلت أوائل آيات النبوة وهي تدعو إلى القراءة والقلم {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم}، وهي كناية عن العلم وهي الميزة الكبرى لهذه النبوة العظيمة لتصحيح ذهنية الإنسان الجاهل وإعطاء مجالٍ لتفهم لغة الإنسانية والوعي وتحويل المجتمع من قائمة الضعف والجهل إلى العلم والمعرفة.

فحروب طاحنة طويلة كالبسوس وداحس والغبراء من أجل ناقة، وما صنعته من عداء مستحكم ونجد الآيات تشير إلى تلك النفوس المتعادية {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}، وما خلقت من عداوات وأحقاد عميقة.

لذا نجد أن الآية الأخرى تشير إلى معنى كبير وهو التأليف بين قلوبهم الذي تعبر عنه الآية بكونه شبه مستحيل {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}.

لذا كان في القلم معرفة بالله وخالق الكون، وتعريف بقيمة الإنسان بما يملكه من علم ومعرفة.

لا تسود أمة إلا بالعلم والعمل والقيم، وما يملكه مجتمعنا اليوم ومنذ سنين طويلة هو تعمق ثقافة الفكر والقيم العلمية والقيم الأخلاقية.

فثقافة الفكر والقراءة والاطلاع سمة يمتاز بها مجتمعنا، وإن انخفضت هذه النسبة اليوم حينما انشغل الشباب بهموم المعيشة والأمور المادية ولم يعد هناك متسع للأمور الفكرية.

إلا أن المجتمع يعيش ثقافة القيم العلمية ونراه واضحاً حينما يقترض الأب أو الأم لأجل أن يواصل أبناؤهم الدراسة الجامعية بالخصوص، ونراه بيناً واضحاً في برامج الجمعيات الخيرية التي وضعت برامج محددة لمساعدة بعض أبناء المجتمع غير القادرين مادياً على مواصلة دراستهم، وهذه تدل بوضوح على مثل هذه القيمة العلمية.

وما أجمل حينما يتزامن معها سمات القيم الأخلاقية العالية والدينية الواعية والالتزام بها حينما تتأصل فيهم معاني الارتباط الحقيقي سواء في الداخل والخارج. فنجدهم كفاءة وأدباً.

بعض الإخوة بالقطيف يتحدث عن جامعة بالقطيف وأمرها أسهل مما نتصور حينما نعمل سوياً، فلدينا الدكاترة الكثر بخبراتهم وقدراتهم العلمية، وأعتقد أن نسبة كبيرة منهم سيكونون فخورين ليكونوا أساتذة في مثل هذه الجامعة العلمية وغيرها، فالجامعة ليست بمبناها بل بقوتها العلمية وكفاءة مدرسيها.


error: المحتوي محمي