مرة أخرى يطفو “العنف الأسرى” على سطح المشهد الإعلامي والمجتمعي، ولكن هذه المرة ليس لتقديم حادثة راح ضحيتها طفل، أو طفلة، تم تكبيله وتعذيبه حتى زهقت روحه الغضة، فالوقفة هذه المرة مع مؤتمر هو الأول من نوعه، ليس لأنه حول العنف الأسري، ولا لكونه اتخذ “معا – بحب” عنوانًا له، ولكن لأهمية وتكتل الجهات التي تم تحت رعايتها، خلال يومي 7-6 نوفمبر 2019م، في قاعة المؤتمرات بحي الفناتير بمدينة الجبيل الصناعية.
ومن مدينة صفوى، حرص مركز “البيت السعيد” للاستشارات والتطوير الأسري، ممثلًا في الشيخ صالح آل إبراهيم، رئيس المركز، والاختصاصي النفسي ناصر الراشد، على حضور هذا المؤتمر، الذي نظمه مستشفى القوات المسلحة بالجبيل التابع للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة (وزارة الدفاع)، بالتعاون مع مركز الحماية من العنف والإهمال الأسري.
وأوضح “آل إبراهيم” لـ«القطيف اليوم» أن حضور مؤتمر “معًا بحب.. أسرة سليمة.. ومجتمع واعٍ ومستمر”، يأتي ضمن اهتمامات المركز، وقال: “حضورنا كان إضافة معرفية، وتبادلًا للأفكار والنقاشات مع الحضور، الذين مثلوا الجهات العاملة مع الأطفال من أطباء، واختصاصيين نفسيين، ومشرفين تربويين، وبمشاركة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ووزارة الداخلية، والنيابة العامة، وحقوق الإنسان.
وبين أن من المؤتمر الهدف هو التعريف بظاهرة العنف الأسري، ومناقشة أسبابها، من كل وجهات النظر المشاركة، وطرح وسائل لمعالجتها، انتهاء بوضع آليات للحد منها، خاصة أنها من أكثر مسببات هدم الأسرة وتفككها، أو قد تكون نتيجة لها، بمعنى حدوث الطلاق ووجود الأبناء مع أحد الأبوين، ومن ثم تعرضه للإهمال أو العنف.
محاور
وذكر آل إبراهيم أن المؤتمر تطرق إلى بعض الظواهر المستجدة على المجتمع، وأدرجها تحت تعريف العنف مثل “التنمر في المدارس”، وكذلك “العنف الجنسي عند الأطفال”، والعنف ضد الأطفال بشكل عام، ومتلازمة هز الأطفال؛ التي قد يمارسها أحد الأبوين دون إدراك منه أنه يعنف طفله.
وأضاف:” لم يكن المؤتمر منصبًا حول قضايا الطفولة بشكل متخصص، ولكن كان معنيًا بالأسرة ككل، ومن هذا المنطلق ناقشت إحدى أوراقه العنف ضد كبار السن”.
المسؤولية
وإذا كان هناك إقرار بوجود العنف، فما هو دور كل مسؤول في موقعه، تلك كانت إحدى الجلسات النقاشية في المؤتمر، حيث طرح المؤتمر أن “الفن” يعد إحدى وسائل علاج العنف الناجعة، وما يسببه من صدمات، وأيضًا دور الطب الشرعي ولجان الحماية في قضايا العنف، في حوار مفتوح مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وشرطة الجبيل، والنيابة العامة، والطب الشرعي.