أمضى 11 اختصاصيًا 17 ساعة تثقيفية في القطيف، استهدفوا خلالها ما يقرب من 300 شخص، لتثقيفهم حول العناية ببعض جوانب الصحة النفسية، متناولين عددًا من المواضيع؛ كأسباب الانتحار ومؤشراته، والعناية بالصحة النفسية للأطفال وكبار السن، والآثار المترتبة على الطلاق.
جاء ذلك خلال شهر أكتوبر الماضي، ضمن تفعيل مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف ليوم الصحة النفسية العالمي والذي حمل شعار “حياتك غالية”، بدءًا من تاريخها المصادف يوم الخميس 10 أكتوبر 2019م، وحتى يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2019م.
وقدمت المجموعة 14 برنامجًا متنوعًا، كان بينها استضافتان، و12 محاضرة من إعداد وتقديم أعضاء المجموعة، تميزت ست منها بتدعيمها بلغة الإشارة.
الأطفال
وتناولت المحاضرات كل الفئات العمرية، من أطفال، ومراهقين، وكبار السن، فقدم اختصاصي الموهبة والإبداع حسين آل مهنا محاضرة حول “منهج منتسوري”، الذي يعتمد على فلسفة تربوية تهتم بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية، والقدرة على حل المشكلات، وتنمية التفكير النقدي، موضحًا أهمية دور المعلم والمعلمة في تهيئة مساحة الطفل وإعداد البيئة المناسبة.
وعن الأطفال وصحتهم النفسية أيضًا، تحدث الاختصاصي النفسي ناصر الراشد عن تأثير التساهل في التربية، الذي اعتبره أخطر من العنف، وأن الحب ليس تهاونًا، ولكنه حالة من التوازن ووعي في المشاعر، وأكد أهمية كل كلمة تلقى على مسامع الطفل، والانتباه للعبارات السلبية، مشيرًا إلى أن 42% من الأطفال يتعرضون للعنف اللفظي.
وأشارت اختصاصية التربية الخاصة زينب عبد الله آل صفر إلى ضرورة توضيح المشاعر للأطفال وإعطائها مسمى، وسبب هذا الشعور؛ ليتغلب عليه، مثل الغضب، فإذا فهم هذه المعادلة؛ عرف كيف يتصرف معها، كما حذرت من التذبذب في التربية.
الطلاق والأبناء
وفي إطار الاهتمام بالأسرة ككيان مجتمعي، كان لظاهرة الطلاق وأثرها على الأبناء محور خاص، قدمه الاختصاصي النفسي مصدق الخميس، الذي ذكر أن عدم احتواء الأبناء من قبل الأسرة قد ينتج أبناءً بهم نزعة انتقامية من المجتمع ونحو الممتلكات العامة، لأن الطفل يصبح لديه صورة مشوهة عن الواقع بسبب حرمانه العاطفي بالأسرة.
الانتحار
ومن المحاضرات الصادمة، التي تناولتها مجموعة “أصدقاء تعزيز الصحة النفسية” بكثير من الاهتمام؛ المحاضرات التي تمحورت حول ظاهرة الانتحار، خاصة في الفئات العمرية الصغيرة “المراهقين”، أو عند كبار السن، وذلك في ست محاضرات ناقش خلالها المختصون مفاهيم الانتحار ودوافعه، وكيفية الوقاية منه، خاصة مع عرض قصص واقعية لشباب حاولوا الانتحار، وشارك في تقديم المحاضرات الدكتور محمد آل درويش، والدكتور عبد الله الراشد، والاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان، والاختصاصي أسعد النمر، والدكتورة ثريا العلوان، والاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد.
اكتئاب المراهقين
وتناول الاختصاصي النفسي ورئيس المجموعة فيصل آل عجيان، خلال استضافته في أحد البرامج التليفزيونية؛ قضية الاكتئاب عند المراهقين، كظاهرة مصاحبة لهذه المرحلة العمرية، خاصة أن حالات الاكتئاب لا يتوصل فيها الاختصاصي أو الطبيب النفسي إلا إلى 10٪ فقط من الأسباب، منوهًا بأن البعض منهم يحاول تكرار التجربة.
كبار السن
وكان لكبار السن نصيب من الفعاليات التي ركزت على الأمراض المصاحبة لهذه المرحلة من عمر الإنسان، والتي قد تؤدي به إلى التفكير في التخلص من حياته، وهو ما أكدته الاختصاصية النفسية الدكتورة ثريا العلوان، في حديثها حول “الانتحار الصامت عند كبار السن”، وكيف يكون أثره السلبي مع غياب الوعي بعلاجه وأسلوب رعاية كبار السن، أو العكس تمامًا عندما يقدم الدعم العائلي والاجتماعي، إلى جانب العلاج النفسي من الاختصاصي.
فيما تناول الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد الانتحار من منظور اجتماعي، مشيرًا إلى أن المؤسسات الاجتماعية القديمة (الأسرة والمدرسة والنادي) لم تعد كافية لمواجهة حاجة الأفراد، بما يضمن لهم التكافل الاجتماعي، لبروز نظام اقتصادي جديد من جهة، ولتعقد حاجات الناس وتشعبها من جهة أخرى، ودعا إلى التدريب على استراتيجيات لتحسين العلاقات بين الوالدين والأبناء، وحل المشاكل بمهارات التواصل الفعال، مع التأكيد على اللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي، والسلوكي الجدلي، وكذلك على تكوين الجماعات المخططة.
لغة الإشارة
وضمن المفهوم العام ليوم الصحة النفسية العالمي، اهتمت المجموعة بفئة الصم والبكم، فخصصت محاضرة، فاق فيها الحضور 100 رجل وسيدة ليسوا من فئة الصم، قدمها مدرب لغة الإشارة حسين آل ربح مستخدمًا أصابع يديه لتعليم الحروف الأبجدية، ثم الألوان والأعداد بذات اللغة، مستعينًا في شرحه بالمدرب الأصم حسن الستري.
كما رافقت لغة الإشارة عددًا من المحاضرات التي نظمت خلال الفترة ذاتها، وذلك لاستهداف أغلب شرائح المجتمع بالثقافة النفسية، حسب ما أوضحته المجموعة.