في العوامية.. النمر: فتّش في طعامك عن سلوكك العصبي وسر اكتئابك

تأثير الغذاء على عقل الإنسان يبدأ منذ المرحلة الجنينية، وتستمر هذه العلاقة الوثيقة في كل مراحل الحياة، بل وتحدد نوعية الأطعمة طبيعة السلوك الإنساني.. هذه الحقائق وغيرها قدمها الاختصاصي النفسي أسعد علي النمر، وذلك يوم الإثنين 7 ربيع أول 1441هـ في محاضرة تحت عنوان “الغذاء والشخصية.. علاقة متبادلة” والتي نظمتها مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، بالتعاون مع جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية، بقاعة الحوراء الخاصة بجمعية العوامية الخيرية.

إعادة التوازن
قسم النمر المحاضرة إلى عدة محاور، بدأها بالدافعية والسلوك، وناقش فيه الدوافع كطاقة داخلية تحرك السلوك؛ لتحقيق هدف، هو إعادة التوازن الحيوي، أو السيكولوجي إلى وضعه الطبيعي أو الإشباع، وأشار إلى أن هناك عدة تصنيفات للدوافع، منها “تصنيف ماسلو العلمي” الذي يبدأ بالدوافع الحيوية، والجوع، والعطش، والتنفس، وهي في قاعدة الهرم، وينتهي بدافع تحقق الذات، ويرتكز في قمته.

الجوع النوعي
ولفت إلى أنه أحيانًا يحدث اختلال نوعي في التوازن الحيوي، مرتبطٌ بما يسمى الجوع النوعي، كأن يشعر شخص برغبة في تناول نوع معين من الطعام كالحلويات، أو المملحات، وقال: في هذا السياق ظهرت نماذج لتفسير اختيار الأشخاص لمأكولاتهم، أحد هذه النماذج يعرف نموذج عملية اختيار الطعام، حيث يصف هذا النموذج عددًا من العوامل التي تؤثر في قرار الفرد لاختيار طعامه.

حلو ومالح
وفي المحور علاقة الشخصية بالغذاء تطرق المحاضر إلى أن قرار الشخص في اختيار طعامه، وعاداته الغذائية، تتأثر بخصائصه الشخصية، كتلك المتعلقة بالعصابية؛ كسمة العدوانية، والعصبية، والاندفاعية، وفسر: العصابيون مثلًا يفضلون الأطعمة ذات المذاق السكري، والمالح، أكثر من المذاقات الأخرى، أما المتزنون انفعاليًّا فميالون للأغذية الصحية أكثر.

الأداء السلوكي
ووصل في المحور الثالث من المحاضرة إلى علاقة الغذاء بالسلوك والشخصية، وتناول فيه تأثير بعض الأغذية في الجهاز العصبي، وخصوصًا خلال المرحلة الجنينية، والعام الأول من عمر الطفل، فمثلًا سوء التغذية خلال العام الأول من عمر الطفل قد يؤدي لاختلالات عصبية، تؤثر في الأداء المعرفي، والسلوك، والشخصية لاحقًا، فمثلًا يساهم سوء التغذية في ظهور أعراض الاكتئاب لدى الشباب الذين عانوا سوء تغذية في العام الأول من حياتهم، وربما تظهر على البعض علامات العصابية، كالانطواء، والقلق، وقلة الكفاءة؛ لذلك من المفيد تناول الأغذية الصحية؛ لأنها تعزز توازنًا حيويًّا، يشكل بيئة كيميائية حيوية مستقرة لجميع أجهزة الجسم، وأولها الجهاز العصبي، الذي يشمل بنية ووظيفة الدماغ المعني بالسلوك والشخصية بيولوجيًّا.

واختتم النمر المحاضرة بتلخيص محاورها باستنتاجين أساسيين، هما التأكيد على الصلة بين النفسي والجسدي، من خلال التأثيرات المتبادلة بين العقل والجسد، وأهمية التنشئة الأسرية بشكل خاص، والاجتماعية بشكل عام في تدريب الأطفال على اتباع عادات غذائية صحيحة تعزز فيهم الصحة النفسية والجسدية.


error: المحتوي محمي