الغوص ومميزاته كان محور الدورة التعريفية، التي قدمها الكابتن حسين بن أحمد العباس مدرب مدربي الغوص، يوم الثلاثاء 9 ربيع الأول 1441هـ، وتحدث فيها عن الغوص وأنواعه، كما عرض كبير الغوَّاصين حسن الشبيني شرحًا تفصيليًّا عن البيئة البحرية، ودور الغواصين في الحفاظ على البحر وبيئته النادرة.
بدأ العباس بمعدات الغوص التي تتكون من: أسطوانة مملوءة بالهواء، سعتها قرابة 12 لترًا من الهواء المضغوط، يكفي لمدة تتراوح بين 45 – 60 دقيقة حسب عمق المياه، ومنظم يتصل بالأسطوانة، وهو الذي يجعل الغوَّاص يتنفس داخل الماء، وهناك منظم آخر احتياط يُستخدم فيما لو حدث عطل للمنظم الأساس، أو لإنقاذ غواص آخر بحاجة إلى التنفس، وعدَّادان: أحدهما يحسب مقدار الهواء المتبقي في الأسطوانة، وآخر لبيان عمق البحر الذي وصل إليه الغوَّاص، مشيرًا أن العمق المسموح بالوصول إليه في الحالات العادية هو 30 مترًا.
المعدات
وأوضح أن من معدات الغوص أيضًا: زعانف تساعد الغوَّاص على الحركة تحت الماء، مستعينًا بهذه الزعانف، وكذلك هناك نظارة مقفلة للأنف؛ لكيلا يتسرب الماء إلى داخل الجسم، أما بدلة الغوَّاص فمنها السميكة، ومنها الجافة التي تمنع وصول الماء، و”السنوكر” الذي يستعمل للغوص على سطح البحر، أما الحذاء فليس من المعدات الضرورية، فقد يُحتاج إليه في البيئة المليئة بالصخور وبالشعب المرجانية، وقد لا يُحتاج إليه في البيئة الرملية، ومن أهم المعدات هو حزام الأوزان، الذي يساعد الغوَّاص على النزول، ويشكل 10% من وزن الغوَّاص، وإذا ما تعرض للخطر بسبب ما ( كنفاد الهواء من الأسطوانة )، فإنه كل ما عليه أن يفتح هذا الحزام من خصره؛ ليطفو ( الغوَّاص ) تلقائيًّا على الماء، ومن دون جهد يُذكر، لتزول لحظة الخطر.
الغوص أنواع
واستطرد المحاضر في بيان أنواع الغوص؛ فمنه الترفيهي الذي يهدف إلى التقاط الصور، وإلى الاستمتاع بروعة الطبيعة، ويفيد في حالات الاسترخاء والتأمل، واستكشاف الطبيعة، وإشباع روح المغامرة، ومنه التجاري للشركات الذي يهدف إلى صيانة السفن والموانئ، وهو بحاجة إلى دورات احترافية متوفرة في بعض البلاد، ومنه الغوص التقني الذي يُعنى بغوص الأعماق، وهو بحاجة إلى معدات خاصة، ومنه الغوص الحر، وهو الذي يكون من دون معدات، معتمدًا على طول النَّفَس، وكذلك هناك الغوص الليلي، وغوص الكهوف، وغير ذلك.
مسابقات وإشارات
وبيَّن العباس بأن هناك لغة إشارة خاصة بين الغوَّاصين، تسهل عليهم عملية التواصل وهم في عمق المياه، وتوقف عند المسابقات التي تُجرى بين الغوَّاصين؛ فمنها مسابقة كتم النَّفَس، ومسابقة مقدار العمق الذي يصل إليه المتسابقون، كل ذلك مع أخذ الاحتياطات والتحقق من إجراءات الأمن والسلامة.
الساحل الغربي
وذكر المدرِّب أن المملكة في ساحلها الغربي تحتضن أفضل بيئة غوص في العالم، وهو البحر الأحمر، وأمنية غواصي العالم أن يغوصوا في هذه البيئة؛ لما تحتويه من شعب مرجانية وكائنات بحرية، وتهدف رؤية 2030 – فيما تهدف إليه – إلى اتساع رقعة السياحة في أرجاء الوطن بأنواعها، ومنها الغوص بمستواه الترفيهي، وفق الضوابط التي تحددها الجهات ذات العلاقة.
البيئة البحرية
من جهته أكَّد كبير الغوَّاصين حسن الشبيني على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية؛ فهي مسؤولية دينية واجتماعية ووطنية، ودعا إلى أهمية توعية المواطنين عامة، والناشئة منهم على وجه الخصوص بهذا الأمر الجسيم، وذكر أن من المهام التي يقومون بها بشكل دوري هو انتشال النفايات المختلفة من البحر، ولا يدرك خطورتها إلا من رآها رأي العين، نافيًا ما في الأذهان من أنها تتحلل بمرور الزمن؛ فالعبوات “البلاستيكية” مثلًا تبقى على حالتها عشرات بل مئات السنوات، والزُّجاج لا يتحلل نهائيًا، ثم عرض فيلمًا توعويًّا يحث المواطنين على المساهمة في تنظيف البيئة البحرية.
عن المدرب
الكابتن حسين العباس من مدينة سيهات في المنطقة الشرقية، بدأ الغوص الترفيهي عام 2005 ، بدورة للمبتدئين في الخبر، والتحق بدورات متعددة بين شرم الشيخ وجدة؛ حتى أصبح مدربًا للغوص في 2009، وفي 2014 افتتح مركز “غواصين سيهات” وتفرغ للعمل فيه وإدارته، وفي 2015 تم تسجيل واعتماد مركز “غواصين سيهات” في اتحاد مدربي الغوص المحترفين بادي (PADI)، باعتباره مركزًا ذا خمسة نجوم حسب تصنيف الاتحاد، وفي 2016حصل على مستوى مدرب مدربين من جمهورية الدومينيكان، وهو أول مدرب يصل إلى هذه المرتبة في المنطقة الشرقية،حسب سجلاته درَّب العباس ما يقارب ١٠٠٠ غواص وغواصة بمختلف المستويات.
وقد حلَّ العباس ضيفًا في مدرسة عطاء بن أبي رباح المتوسطة بالقطيف، ليقدِّم لطلابها ذلك البرنامج المميز عن الغوص، والذي أثنى عليه في ختامه رائد النشاط في المدرسة على هذه المحاضرة التفاعلية الذي مزجت بين النظري والتطبيقي، ممثلًا في لبس بعض الطلاب المتدربين معدات الغوص، داعيًا أبناءه الطلاب بالانخراط في دورات تعلم الغوص على يد مدربين معتمدين، بعد مراجعة أولياء أمورهم، ثم سلَّم قائد المدرسة زكريا بن محمد آل عيسى شهادة تقدير، شاكرًا هذه الجهود الكبيرة التي تُبذل من أجل توعية الطلاب وصقل مهاراتهم الحياتية.