دقت استشارية الأمراض الباطنية والغدد الصماء الدكتورة علياء حسن الحجاج ناقوس الخطر من مرض “هشاشة العظام” وإرسال رسالة إلى المجتمع تحذر منه، بوصفه “المرض الصامت” الذي ينخر جسم الإنسان بدون هوادة، عبر تأليف كتابها الطبي الثالث “هشاشة العظام المرض الصامت.. دليل الوقاية والعلاج”.
وخرج كتاب ابنة جزيرة تاروت بعد ممارسة مهنة الطب لمدة تزيد عن عقدين من الزمن، ليكون دليلًا وقائيًّا لأفراد المجتمع، بما يحمل من تصور لواقع المرض الذي انتشر بين النساء بنسبة 34% ونسبة 31% عند الرجال، من بين الأعمار 50 – 79 عامًا، مفصلةً مراحله الأولية في الجسم والأسباب المؤدية له، وكيف يكون مرافقًا للإنسان، إما بالتعايش معه، ومرافقته بتقليل المضاعفات الناجمة عنه، أو سيطرته على 206 عظمة من جسم الإنسان البالغ، وقد يؤدي به إلى الوفاة لو قدر الله.
وجمعت الحجاج بين دفتي كتابها الصادر عن دار المتنبي في 119 صفحة، من القطع الوسط، قسمتها إلى 10 أقسام، متبعةً فيها أسلوب البحث العلمي الدقيق، بدأتها بإعطاء فكرة عامة عن العظام، ثم نبذة عن مرض هشاشة العظام ومدى انتشاره، وعوامل خطر وأسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام، وبعدها الآثار المترتبة على الإصابة بمرض هشاشة العظام.
وعرجت في حديثها على طرق تشخيص هشاشة العظام، والوقاية منه، مع توضيح طرق العلاج سواء أكانت علاجًا وقائيًّا أم دوائيًّا، مع شرح كيفية التعايش معه بصورة آمنة، وختمت هذه الأقسام بذكر المصادر التي رجعت لها في رصد هذه الدراسة، عرضتها جميعًا بأسلوب سلس للقارئ، سواء من ناحية ذكر المصطلحات العلمية، أو شرح التفاصيل الدقيقة عن المرض، وكأنه صاحب لابد من مرافقته مع الزمن شاء المريض أم أبى.
دليل وقائي
وتحدثت الحجاج لـ «القطيف اليوم» عن تجربتها في تأليف الكتاب الذي وضعته كدليل وقائي للمرضى والأصحاء، بعد أن وجدت أنهم كأطباء وأفراد مجتمع مسؤولون عن وصول حالات علاجية كثيرة ومهملة تراجع مقر عملها في مستشفى القطيف المركزي مصابة بهشاشة عظام، ويتم تشخيصها على أنها كسور من أبسط مجهود، أو الشكوى من مضاعفات يغفل المريض عن علاجها مع أنه يعاني منها منذ سنوات طويلة.
كشف أشعة
وأشارت إلى ضرورة توفر أشعة هشاشة العظام في المستشفيات، والمراكز الصحية، التي من شأنها الكشف عن المرض في مراحله المبكرة، مع ملاحظة البوادر الأولية التي يتعرض لها المريض، وتعطي مؤشرات لضرورة المتابعة الطبية عند اختصاصي الباطنية والعظام.
القصص الواقعية
وحول سؤال: لماذا غابت القصص الواقعية للمرضى عن صفحات الكتاب؟ أجابت بأنها لم تتطرق لها؛ بسبب تركيزها على هدفها من الكتاب، وهو نشر التوعية والتثقيف عن المرض، مع الأخذ بالجانب الوقائي، وتصوير المرض في كتاب كان شرح ما يحمل معاناة المرضى الذين كانوا بين عيادات وأسرة مستشفى القطيف المركزي.
ونوهت بأن المدة التي استغرقتها في كتابة ومراجعة الكتاب وصلت إلى ستة أسابيع زمنية، مع تدقيقه منها، ومن المحيطين من حولها، وأهدت هذا الجهد في كلمات مقدمة الكتاب إلى عائلتها الصغيرة المكونة من زوجها وأولادها، الذين كانوا منهل تشجيع للإنجاز، وبالأخص لابنتيها زهراء وزينب محمد الحجاج في إتمام الكتاب وتنسيقه، بالإضافة إلى ذلك لم تنسَ المرضى والمريضات من هذا الإهداء.
بداية بديلة
وأشارت الحجاج إلى بدايتها مع عالم الطب في عام 1982م، ودخولها كلية الطب في جامعة الملك فيصل بالدمام آنذاك، جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل حاليًا، بعد انتهاء تعليمها النظامي في بلدتها الربيعية، بدون رغبة صادقة في دراسته وإنما كان خيارًا بديلًا لها لعدم توفر دراسة الهندسة للسيدات في ذلك الوقت.
واستمرت في دراسة الطب لتجد أنها انجذبت له وغاصت في عالمه، بعد النزول الميداني له في السنة الرابعة من الدراسة، وختمتها بالحصول على بكالوريوس الطب والعلوم الطبية عام 1989م، صقلتها بالممارسة والتدريب في مستشفى الدمام المركزي ومستشفى الملك فهد التعليمي.
وواصلت مسيرتها بدراسة التخصص بالحصول على الزمالة في السكر والغدد الصماء من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض عام 2001م، ومضت بعدها في سلك التداوي وتقديم العلاج الطبي في عدة مستشفيات سواء في المملكة أو خارجها كأمريكا، آخرهم عملها الحالي في مستشفى القطيف المركزي.
واعتبرت تخصص الأمراض الباطنية محور التخصصات والأمراض؛ لما لها من انعكاس على الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان.
وبينت أن كتابها “هشاشة العظام” هو الثالث، بعد كتابيها “التعايش مع اضطرابات الغدة الدرقية” وكتاب “نقص الغدة الدرقية” اللذان كانا هدية لمرضاها، مع قلة عدد النسخ التي أخرجتها، ونفدت جميعها، إلا أنها تحتفظ بنسخة؛ لتكون رسالة لأي مريض يرجعها بعد قراءته، لافتةً أن الإقبال على الكتب الطبية في المجتمع موجود مع قلتها.