في القطيف.. آل مهنا يشارك  أمهات ومربيات تعليم الأطفال بالخيط والخرز

“ماريا منتسوري” معلمة حضانة عاشت في نهايات القرن 19، لم تكن كغيرها من معلمات الحضانات، فقد أدركت منذ ذلك الزمن أن كل طفل يجب أن تكون له مساحته الخاصة، كما أن له شخصيته المتفردة، وله أيضًا أسلوبه في تلقي المعرفة، فوضعت بصمة تربوية ومنهجًا يدرس في كل أنحاء العالم تقريبًا، وفي الألفية الثالثة تمت إعادة اكتشاف منهج منتسوري في تعليم وتربية الأطفال، الذي يختلف كثيرًا عن المناهج والطرق التقليدية، سواء في التعامل مع الطفل، أو أسلوب تلقيه العلوم المختلفة.

وبمزيد من التوضيح، قال اختصاصي الموهبة والإبداع حسين آل مهنا: إن “منهج منتسوري” منهج تعليمي، يعتمد على فلسفة تربوية تهتم بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية من نواحٍ عقلية، ونفسية، وجسدية، وحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية، والقدرة على حل المشكلات، وتنمية التفكير النقدي، موضحًا أهمية دور المعلم والمعلمة في تهيئة مساحة الطفل وإعداد البيئة المناسبة، والإشراف مع المراقبة والمتابعة، بالإضافة إلى التقييم والتعزيز والتوجيه.

جاء ذلك خلال الدورة التي نظمتها مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بعنوان “تربية الأطفال وتعليمهم وفق منتسوري”، والتي أقيمت يومي الأربعاء والخميس 2-3ربيع الأول 1441، بحضور 9 سيدات.

معلمة منتسوري
وبيَّن “آل مهنا” أهم خصائص وسمات معلمة منتسوري ودوره في تطبيقاتها، حيث يجب أن تتصف بشخصية جذابة، وأن تركز على النشاط الذاتي للطفل، وأن تكون لديها قناعة بأن لكل طفل قدرات خاصة، مشيرًا إلى أن الحواس الخمس والإدراك من خلال اختلاف وتشابه الملمس، واختلاف درجة الحرارة، الضغط والوزن، والإدراك العضلي، والإدراك من خلال التجسيم “حاسة الكفيف”، من مبادئ نظرية ماريا منتسوري.

البيئة الجاذبة
وتناول “آل مهنا” عدة محاور منها؛ التربية الحديثة مع الأطفال، وأساليب التعلم الناجحة، ونظرية منتسوري وتطبيقاتها التربوية، وكذلك أساليب تعديل السلوك أثناء الحلقة.

وأكد أن البيئة الجاذبة للطفل تخلق بيئة تعليمية مُنتجة، تساعده على اكتشاف البيئة المحيطة به، وتنمية حواسه، وعضلاته الصغيرة والكبيرة، ومساعدته على الابتكار والتفكير وسط أجواء من المرح واللعب.

مساحة للطفل
وتحدث عن دائرة مفاتيح نافذة المعرفة، لافتًا إلى أن إعداد مساحة العمل لكل طفل، ومتابعته، وتوجيهه، مع التخطيط المميز، وتقييم الأداء، ووضع الأهداف، وتجهيز الأدوات، من الأساليب التي تطبق مع أطفالنا بمنهج منتسوري.

الثلاثية الفاعلة
وتطرق “آل مهنا” إلى ثلاثية منتسوري الفاعلية بتعليم الأطفال، والتي ترتكز على الملاحظة والحواس والبيئة التعليمية، منوهًا بأن البيئة مهمة في تكوين شخصية الطفل، وكلما كانت الأفكار إبداعية أصبحت الأجواء معينة ومحفزة للإبداع مع مراعاة الفروق الفردية.

وأوضح كيفية استثمار هذه التقنية بتعليم أطفالنا، كاستخدام ربط الخيوط، أو إدخالها بالخرز، واستخدام ألعاب الأحجام والأشكال.

وفي الختام، ناقش مع الحاضرات المفهوم العام للمشكلة السلوكية عند الأطفال، وشاركن في تطبيق عملي لإحدى الأنشطة التعليمية يتوافق مع منهج منتسوري.

  


error: المحتوي محمي