مواجهة الجمهور تجمع 22 خطاطًا وخطاطةً في «حوارية» بالقطيف

ناقش 22 عضوًا من جماعة الخط العربي بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، أهمية استعراض الخطاط مهارته وتنفيذ إنتاجه الخطي أمام الجمهور، والعائد الذي يكتسبه من استخدام التقنية الحديثة (البرامج الخطية)، وكيف يوجد له لمسات خطية خاصة تعكس مهارته وخبراته الخطية، ويمكن التعرف عليها من بين عدة أعمال خطية.

جاء ذلك في الجلسة الأسبوعية الخاصة بجماعة الخط العربي، بمقر لجنة التنمية، والتي نفذت يوم الأربعاء 2 ربيع الأول 1441هـ، بقيادة رئيس جماعة الخط الخطاط علي السواري، وعدد من أعضاء وعضوات الجماعة.

وشملت الجلسة حلقة نقاشية حول الفنون الخطية بعد قراءة مقالات من مجلة “حروف عربية”، مع تنفيذ ورشة خطية من الخطاط علي السواري لخط الثلث، وتصحيح الزاهر خط الديواني.

وطرح الخطاط نافع تحيفا سؤالًا على الحضور: “هل مطلوب من الخطاط استعراض مهاراته الخطية أمام الجميع سواء كان في الفعاليات أو الملتقيات الفنية؟”، وعليه تعددت الآراء من الحضور بصورة حوارية.

ورأى الحضور أن مشاركة الخطاطين في الفعاليات الاجتماعية والملتقيات الفنية تعتبر رافدًا من روافد التعريف بوجود الحركة والثقافة الخطية لأفراد المجتمع، والتي تأتي انعكاسًا لخبراته الخطية، مع قدرته على امتلاك مواجهة الجمهور، وأنه ذو معرفة بالفنون الخطية التي يتقنها.

ووجد البعض أنه ليس شرطًا تعريف الجمهور بما قبل العمل، بل على الخطاط عرض العمل بصورته النهائية، ويعد ذلك لفت انتباه، مع أن الخط أحد الفنون البصرية التي تغذي المشاهد الذي يستشعر جماله بما يجمع من حروف وكلمات، ويعكس من خلاله ثقافة وحس من يتبنى هذا الفن أو العلم إن صح التعبير.

واعتبر الخطاط حسن آل رضوان “عابد”، أن استعراض الخطوط بصورة مباشرة سمة بارزة عند الخطاطين العراقيين الذين تغلب عليهم الجرأة الخطية، كما أنها من الأفكار الحديثة العهد التي لوحظت في الأسابيع الثقافية والملتقيات الدولية، حيث يطلب من المشاركين تنفيذ أعمالهم على مرأى من الزوار.

وأبدى الخطاط حسن الزاهر رأيه بقوله: “الاستعراض يعتمد على الحالة النفسية للخطاط ومدى قدرته على كسر الرهبة أمام الجمهور، مع الأخذ بأن الهدف من عرض القدرة على إجادة الخط يختلف عن إنتاج لوحة خطية مكتملة ومنضبطة الأبعاد، بالإضافة إلى أن إطلاع الجمهور على الأعمال يكشف العيوب الموجودة في أعمال الخطاط مع تعدد مستوياتهم المعرفية للخط العربي”.

وأشار “الزاهر” إلى انطلاق تجربته الخطية التي كانت من خلال المشاهدات الشخصية لإنتاج واستعراض من حوله، ما أشعل فتيلة شغفه للخط، فمنذ السبعينات من القرن الماضي وهو يشاهد أخاه يخط أمامه، وكذلك معلمه السوري في المدرسة الذي كان يخط بالسلاية عوضًا عن القصبة، مما دعاه إلى ممارسة الخط على حواف القرآن إلى أن وبخه معلمه، وقس عليها تقليد الخطوط، إلى أصبح خطاطًا متمكنًا.

من جانبه، أوضح الخطاط علي السواري أنه ليس من الضروري استعراض الخطاط لخطه، ومهمته تكون إنتاج لوحة وإن كان هدفه نشر ثقافة الخط، كما أنه ليس مطالبًا بإثبات أن ما يعرض من إنتاجه، منوهًا بأن أغلب الخطاطين هدفهم الاستمتاع وليس التكسب، بالإضافة إلى أن البعض لا يستعرض مهاراته إذ يعتبرها سرًا من أسراره.

من جانب آخر، تطرق الأعضاء إلى الحديث حول كيفية تميز اللمسات الخطية بين الخطاطين، مع ما ينفرد به كل خطاط من أداء ذاتي وعفوية تجذب المشاهد لعمله، وكيف يمكن الاستفادة من التقنية والبرامج الخطية في تحسين وإتقان والإسراع في إنتاج اللوحات الخطية، والتي تعد مواكبة للحداثة التي تعددت في شتى الفنون المختلفة.

وركز الخطاط “السواري” في ورشة “خط الثلث” على مراعاة ضبط الكتلة في الحرف والكلمة، ووزن هذه الكتلة وتوزيعها بشكل متساوٍ محدد المسافات بالعرض والارتفاع.


error: المحتوي محمي