استضافت الديوانية الاجتماعية التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، يوم الأربعاء ٢ ربيع أول ١٤٤١هـ، مجموعة من الإعلاميين هم؛ سعد السبيعي، وعيسى الجوكم، وعرفات الماجد، وذلك ضمن البرنامج الذي نظمته بعنوان “الإعلام الرياضي في عصر التحول الرقمي”، وأدار الحوار المدير التنفيذي لشركة “فانزر” الرياضية، وعضو مجلس إدارة شركات رياضية زهير الشماسي.
وبدأ البرنامج بالترحيب بالضيوف، والتعريف بمفهوم الإعلام والإعلام الجديد وتأثيره، وقد استهلت الحديث الإعلامية عرفات الماجد، مبينةً أن المايك كان شغفها منذ الصغر، وعبرت عن ذلك بقولها: “أنا أكثر شهرة بالإعلام لا بوسائل السوشيال ميديا، مضيفةً بأنها عاصرت الجيلين؛ جيل انتظار البرامج الرياضية وجيل السوشيال ميديا.
وقالت “الماجد”: “السعوديون يحتلون المركز الثالث عالميًا في شغل مساحة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وذلك لأن أغلبهم من فئة الشباب لدينا وهي نسبة عالية تصل إلى 70٪”.
وبينت من خلال رحلتها في المجال الإعلامي أن هناك شخصيات تحاول أن تكون محايدة، ولا يوجد في الإعلام شخص غير محايد، بل إن هناك بعض الشخصيات المتعصبة رياضيًا.
وبينت أن هناك شريحة من الناس تحب البرامج الاستفزازية التي تثير الجدل للأسف الشديد، وكانت هناك مرحلة لم يكن فيها معايير لمن يقدمون البرامج مثل الآن، ومن يقدمون في السوشيال ميديا بغير تخصصات وبدون شهادات والمناسب وغير المناسب يعرض، على سبيل المثال عارضة أزياء تصبح مذيعة، لافتة إلى أن المذيع بحد ذاته يجب أن يكون واعيًا ومثقفًا ومتطلعًا لأنه قد يواجه ضيوفًا أذكياء ومتحدثين يفوقونه فلا يستطيع الرد عليهم.
وأجابت عن سؤال: “هل هناك تعصب رياضي نسائي؟”، قائلة: “نعم هناك زوجات يطلبن الانفصال لأن زوجها يشجع فريقًا آخر، وأنا شخصيًا تعصبي لنادي النور لأنه من أهلي ومنطقتي ولا أشجع أي فريق آخر غيره”.
وأضافت: “كأندية بالقطيف كنا سابقًا ما إن يلعب نادي النور إلا والجميع عند الشاشة، ولم يكن هناك حضور في الملاعب، وهي مرحلة لم تكن تعكس الضوء إعلاميًا على النساء وبشكل متعمد تهمش المتابعة النسائية”.
وتابعت: “هناك شخصيات قد نقبل منها التعصب، مثلًا عبد الرحمن بن سعود هو فاكهة التعصب، الكل يقبل منه ويضحك لتعليقاته وينتظرون لتصريحاته”.
واستطردت: “نحن ننمي التعصب لدى أولادنا للفرق والأندية العالمية منذ الصغر، وهناك للأسف الشديد بعض المؤسسات ساهمت في تخريب الإعلام والتعصب والتحريض عليه”.
من ناحية أخرى، قالت “الماجد”: “لو جاءت لي ردود أفعال جارحة لا أصرح بها، فأنت لا ترضي جميع الأذواق، وهنا تبرز ثقافة الاختلاف، وإذا وصل الأمر للقذف والسب هناك قوانين وأنظمة صارمة”.
وعند سؤالها: “كيف يمكن تقييم الإعلامي، هل عن طريق التخصص أم الموهبة؟”، أجابت: “وزارة الإعلام في ظل السوشيال ميديا عجزت عن الإجابة، وظهر أكثر من مرة تصريح لوزير الإعلام بأنه يجب أن نعرف من هو الإعلامي الحقيقي لأنه الآن كل مجتهد في السوشيال ميديا صار يعرف نفسه على أنه مجتهد، ومن وجهة نظر شخصية هو خليط بين الخبرة والدراسة”.
في سياق آخر، قالت “الماجد”: “بعض الإعلاميين يكونون مع إدارة معينة، وبمجرد أن ترحل الإدارة عن النادي يبدأ الهجوم على المنتخب الآخر”.
وتناول دفة الحوار عيسى الجوكم، مستعرضًا مواصفات الشخصية الكلاسيكية التي يجب تواجدها لدى الإعلاميين، وقال: ‘الصحافة الورقية هي فترة جيلي وتتناسب معنا كأجيال قديمة، والإعلام الورقي أكثر مصداقية وثقة لدى المتلقي من غيره”.
وأضاف “الجوكم” أن الصحف تعاني من عدم الانتشار، والسبب هو قلة قراءة الشباب ووجود البديل وهو السوشيال ميديا، وهذا طبيعي جدًا، فتطور الإذاعة التليفزيونية سابقًا غطى على الصحافة الورقية والإعلام المقروء، واليوم تراجعت الإذاعة التليفزيونية لتبرز وسائل السوشيال ميديا.
وأكد أن “صراع الفكر القديم والجديد غير موجود، فالإعلام الرياضي مهما كبر كبيئة فهو إعلام مراهق تجد من عمره 50 أو 60 عامًا ولديه كفاءة عالية وفكر نير، ولكن مازال يستعمل أسلوب المراهقة في عملية التغريدات والمجال الرياضي، لا يوجد فكر جديد أو قديم، أما اهتمامات الجيل الجديد فلا تدخل في الإعلام”.
وأوضح “الجوكم” أن التعصب الرياضي هو حديث قديم جديد، ويتم طرحه من قبل الجميع، المشكلة فيه أنه كان من أيام عبد الرحمن بن سعود “رحمه الله” درجة السخونة في التصريحات أقوى من الآن.
وأشار إلى أن هناك إطارًا معينًا لا يمكن الخروج منه ولا تعديه، بمعنى أنه لا يمكن لعضو مجلس إدارة أن يقول أو يصرح بنفس تصريحات عبد الرحمن بن سعود، والفرق الآن أن أي شخصية رياضية أو حتى ليس لديه كاريزما ويمتلك الجرأة هو من يصرح.
وحول سؤال: “هناك جرائد عاصمية تغذي بشكل مبالغ فيه التعصب الرياضي، هل هذا مسموح فيه؟”، أجاب: “هذا العمل سابقًا كان يساهم بالدرجة الأولى في انتشار بعض الصحف، وهذه الأمور اختفت لأنها كانت من قبل حكرًا على أندية معينة، أما الآن فنحن في ظل أندية رياضية متنوعة”.
وأضاف أن مستوى المحتوى والمتلقي والإعلامي أصبح ضعيفًا، وبالتالي تضطر أن تستغني عن بعض الكفاءات داخل المنظومة كصحيفة من أقسام ومحررين وتنفيذ وإخراج وما إلى ذلك.
وتابع: “الصحف بدأت تنتقل للإعلام الجديد عن طريق المواقع والمنصات مثل تويتر وغيره، والسوق تعتمد بالدرجة الأولى على السوشيال ميديا أو الإعلان الإلكتروني، وعلى المعلن متى ما كان هناك إعلان”.
واستطرد: “صحافة المواطن عرفناها بأن كل فرد من الجماهير هو إعلامي فردي يحلل في المباراة وينتقد اللاعبين ويهاجم الفريق الآخر”.
وقال “الجوكم”: “كنت أتمنى أن يكون العراك الجماهيري في السابق موجودًا الآن بالسوشيال ميديا ليبرز للجميع طاقات أنديتنا المحلية”.
وأجاب عن سؤال: “في ظل الاستراتيجية الجديدة لدعم الألعاب المختلفة، فالمنطقة متطورة بالألعاب المختلفة وليست مقتصرة على كرة اليد، فما دور الإعلام لتطوير الألعاب؟”، قائلًا: “جماهير المنطقة هم من يساهمون في انتشار الألعاب نظرًا للإعلام بالسوشيال ميديا، وفي ظل الصحافة الشعبوية أصبح الدعم عاجزًا إن لم يكن هناك تحرك من الجماهير”.
وعند سؤاله: “في ظل الإعلام الجديد تغيب الأفكار المبتكرة مثل تطبيق “دوري بلس”، فهل الإعلام الرياضي بيئة غير جاذبة؟”، أجاب: “تم إلغاء الدوري بسبب قرارات لا بسبب أنه بيئة غير جاذبة، حيث وصل الاعتماد فيه على الدولة بالمبالغ المادية بنسبة 20٪”.
وطُرح سؤال: “من هو الإعلامي الرياضي اليوم؟ وهل أصبح الإعلام الرياضي وظيفة لمن لا وظيفة له؟”، وقد أجاب عنه زهير الشماسي بأن مهنة الإعلام امتهنها الكثير في ظل التطور في السوشيال ميديا، ولكن الأكثر ثباتًا هو الصحفي.
وعن انتشار الإعلام الرياضي، أوضح سعد السبيعي أن السبب هو حب الشباب للرياضة.
وعند سؤاله: “هل هناك صراع بين جيلكم وجيل الإعلاميين القدامى؟”، أجاب “السبيعي”: “نحن لسنا بهذا الجحود بحق الإعلاميين القدامى، فهم أساتذة ونحن تلاميذ ولهم الفضل علينا، والمشاهد هو من يقيم الإعلامي المناسب، وللأمانة وبكل حيادية الوسط الرياضي هو من يغذي التعصب الرياضي”.
وفي ختام البرنامج، كّرم رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الاهلية بالقطيف عباس الشماسي ونائبه صلاح الدعلوج وزهير الشماسي، الضيوف بدروع تذكارية.
كما تم تكريم الإعلاميين حسام النصر، وعساف الخليفي، وعبد الله الغزال، لحصولهم على جائزة التميز في الإعلام الرياضي.