هل أنت مستعد للزواج؟ وهل أنت أهل له؟ هل لديك ثقافة زوجية؟ أسئلة صادمة تبدو بديهية، خاصة مع أمر اعتادته البشرية منذ الخليقة، فهل الزواج، وإقامة أسرة يحتاج إلى التفكر والتدبر في كل هذه الأمور، والغالبية العظمى يتزوج بمبدأ “هذا ما وجدنا عليه آباءنا”.
المرشد الأسرى الشيخ صالح آل إبراهيم، طرح هذه الأسئلة وغيرها على 16رجلًا و22 سيدة، حضروا الدورة التدريبية التي نظمها “البيت السعيد” للتدريب الاجتماعي، يوم الأربعاء 1ربيع الأول 1441هـ، تحت عنوان “التأسيس لزواج أكثر سعادة”.
بدأها آل إبراهيم بمجموعة من الأسئلة يمكن أن يطرحها الزوج أو الزوجة، أو المقبلين على الزواج على أنفسهم، وهذه الأسئلة نتائجها حتمية، فإذا كانت الإجابة بنعم فأنت مؤهل لدخول الحياة الزوجية، وإقامة بيت سعيد وناجح، وإن كانت لا، فعليك أن تعيد النظر.
ومن أهم هذه الأسئلة التصور الواضح للحياة الزوجية، والتزاماتها، من الناحية المالية، بدءًا من المهر وإعداد بيت الزوجية والمصروفات وغيرها، موضحًا الفرق بين الحياة الزوجية والعزوبية، ومتسائلًا أيضًا: هل لديك الاستعداد لترك بعض العادات؟ ذلك لأن الحياة الزوجية تتطلب ان تتخلى عن العزوبية أو بعض عاداتها.
شروط النجاح
وحدد الشيخ آل إبراهيم بعض الشروط اللازمة لنجاح الزواج؛ وأهمها القبول، والحب، والاستعداد المادي، وكذلك البلوغ الجنسي، والنضج العاطفي؛ الذي يعني البعد عن المثالية في التعامل مع الآخر، والبعد عن النرجسية، والأهم أن تضع في اعتبارك دائمًا أن ما تريد الحصول عليه من الطرف الآخر عليك أن تقدمه أولًا، فلا بد من إعطاء الطرف الآخر الحب والاهتمام لتحصل عليه.
قدرات
وأضاف على شروط النجاح أيضًا؛ بالإضافة للقدرة المالية؛ القدرة على ضبط الانفعالات، والقدرة على تأجيل إشباع بعض الرغبات والاحتياجات، والمرونة؛ موضحًا أن الحياة الزوجية تتطلب بعض التنازلات، وقال: النبي الأكرم ( ص ) كان يقدم تنازلات، وذلك سواء من خلال السيرة النبوية الشريفة، أو من قول الله تعالى: ( يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لك) ومن أهم الشروط التي ساقها آل إبراهيم: الرشد العقلي؛ وتوفر القدرات العقلية البسيطة مثل التفكير، والتدبر، والاستيعاب، وكذلك القدرة على موازنة الأمور، وحسن التصرف، والنظر إلى عواقب الأمور، والقدرة على حل المشاكل.
البلوغ الاجتماعي
ثم تحدث عن أهمية البلوغ لتكوين الحياة الزوجية، وليس البلوغ قاصرًا على البلوغ الجنسي فحسب، ولكن البلوغ بمعناه الأشمل، ومنه البلوغ الاجتماعي، الذي يستطيع من خلاله التشخيص، وتحمل المسؤوليات، والقدرة على إقامة علاقة إيجابية مع الآخر قائمة على الانسجام، ومعرفة القواعد والآداب العامة، واستخدام لغة الاحترام والأخلاق.
الدين والزواج
وتطرق آل إبراهيم لأهمية الدين بوجهته الصحيحة في الحياة الزوجية، وأوضح أن ممارسة الدين بصورة مغلوطة يفسد العلاقة؛ لذلك من المهم اكتساب الأخلاق، ومعرفة الأحكام الشرعية، وأكد على اعتماد الأخلاق في العلاقة الزوجية، من “الاحترام، الصبر، التحمل”، كما أن التدين يعطى للإنسان إحساسًا بالرضا، والطمأنينة، والتسليم، والأمل، عند حدوث أزمات ومشاكل في الحياة، كما أنه يساعد على الاستقرار في الحياة، ويُكافَأ عليها في الآخرة.مشيرًا إلى دراسة غربية مفادها أن نجاح الحياة الزوجية للمتدينين أكثر استقرارًا.
الثقافة الزوجية
لم يترك الشيخ آل إبراهيم الأمر هادئًا، وبديهيًّا، لهذه الدرجة، فعاد ليلقى أسئلته الصادمة على الحضور، ليخرج منهم بالإجابات، وتبدأ حلقة نقاش، في جانب آخر، عن أهمية الثقافة الزوجية، موضحًا أنها هي مجموعة من المعارف والأفكار المرتبطة بالزواج منذ بداية تأسيسه، وتساءل: لماذا أنت بحاجة إلى الثقافة الزوجية؟ مؤكدًا أن هذه الثقافة ركيزة أساسية في بناء حياة زوجية ناجحة، ولإتقان مهام المسؤوليات الأسرية، لتحقيق التوافق والانسجام الزوجي، والوقاية من الطلاق والمشكلات الزوجية، وكذلك الاستمتاع بالعلاقة الحميمية، وتربية صالحة للأبناء.
وعرض بعض الدراسات والأبحاث للأزواج الذين يحضرون البرامج، والدورات، والقراءة ويقرؤون الكتب، ونسبة نجاح حياتهم الزوجية، وأكد على أهمية الحصول على الثقافة الزوجية من مصادرها الموثوقة، التي يمكن من خلالها استقاء المعلومة والمشورة الصحيحة، ومنها: حضور الدورات التدريبية، الاستفادة من المحيط العائلي، والاحتكاك بالأزواج الإيجابيين.
14 قاعدة
ولتأسيس علاقة زوجية ناجحة حدد آل إبراهيم 14 قاعدة، وهي: اختر شريك حياتك، اعمل على تكوين صورة واضحة عن الزواج، الإعداد المادي وحده لا يكفي، تعرف على الدور الذي ستقوم به مستقبلًا، أعط الأولوية لحياتك الزوجية ، بناء زواج ناجح يحتاج إلى وقت وجهد، لا تعتمد على ما لديك من أفكار وقناعات خطط لزواجك كما تخطط لعملك المستقبلي، لا تعتمد على ما لديك من أفكار وقناعات، طور من نفسك، العادات الحسنة؛ زيادة العادات الطيبة: التعاون، الابتسامة، تبادل الهدايا، قضاء وقت مع بعض، لا تجعل حياتك تقوم على المحاولة والخطأ، كن مستعدًّا للتغييرات الجديدة ، طور ثقافتك الزوجية باستمرار، أنت بحاجة إلى من ينير لك طريق السعادة، و النجاح في الزواج ليس صدفة.
مهارات
وعرض كذلك في الدورة فن اختيار الزوج اختيارًا سليمًا، والاختلافات بين المرأة والرجل، والحقوق والواجبات الزوجية، والحياة الجنسية فن العشرة الزوجية، وأساليب التعبير عن الحب، ومهارات التواصل الإيجابي خاصة وأن من القضايا الأساسية مهارات التعامل مع النزاعات، مهارات حل المشكلات، وإدارة شؤون الأسرة والمنزل، وإدارة المشاعر، والتعامل مع الضغوط داخل أو خارج الأسرة، وأهمية الزينة والجمال لكلا الطرفين.