اختلاف التذكر أمر اعتدنا أن نلاحظه على المقاعد الدراسية باختلاف متفاوت من فرد لآخر، وأهميته الربط بين الأضداد والمفاهيم المتناقضة أو بين الحل والنتيجة أو المشكلة وسببها أو الكلمة ومعناها للوصول للمطلب المرغوب.
إن إعمال التذكر مربوط بحاجة نفسية و متطلبات الحياة الكثيفة التي تفرض علينا أن نسترجع ما تستلزمه المعيشة، فلو فقدنا ذلك الفعل النشط للدماغ لوجدنا البشر في حال يرثى لها من الضياع والتشتت حول أين وضعوا أشيائهم؟ وهو أول سؤال يخشى البشر حدوثه، لأنه أقرب إلى عرض مرضي.
لذلك إن استخدام التذكر وتطويره من خلال الحفظ والاسترجاع، يساهم في كسب مهارة ذهنية عبقرية، ويرى بعض العلماء أن عملية التدوين على الورق لاسترجاع المعلومة يجعل التذكر مهزوزا، لأنهم يرون حين تضيع الورقة فإن الشيء الذي اعتمدت عليه لاسترجاع المعلومة فقدته، وكان من الممكن حفرها في الذهن بحيث لا تضيع القدرة على التذكر ولا تضيع الملكية للمعلومة.
كثير من الناس يجد أن تلك العملية النشطة لديهم خاملة أو في حالة تربكه عن الاسترجاع، لذلك يتابع الكثير من الأنشطة أو يتناول الأغذية التي قيل أن لها فعل مؤثر وبليغ، والحقيقة أن الذي يجعل تلك العملية فعالة هي رغبة الفرد وإرادته وأهميه ما يحاول استرجاعه بالنسبة إليه.
البعض لا يستخدم عملية التذكر فيما يساعده على التقدم والإنجاز إنما فيما يعرقل ويقيد تحركاته ويقدم أحكاما شديدة الالتواء على اثِرِ ما مضى أو ما امتصه دماغه ممن حوله منذ أمد، لذلك نجد البشر تختلف مساعيهم ومنهجيتهم، يشعر من لديه عملية التذكر طبيعية، بالثقة والتمكن من القيام بالكثير من الأعمال دون أن يفوته شيء، ولذلك يمكن أن يطمئن الآخرين إليه ويعتمد عليه في الكثير من الشؤون العملية والعلمية، وبخلافه الذي يعاني من تشتت في التذكر فيلاحظ عليه عدم الاستقرار النفسي والسلوكي.
ويمكن أن يتخطى ذلك ليس بتدوين الملاحظة أو المعلومة المطلوب تذكرها، إنما وضع منبه أو إشارات تتناسب مع طبيعته، فهناك بعض من القراء لديهم كم كبير من الكتب المقروءة والغير مقروءة، فلا يمكنهم تذكر الكتاب الذي انتهي منه وما لم يفرغ منه، لذلك ابتكر الكثير منهم طريق منوعه تساعد على التذكر، نذكر واحدة منها وضع ملصق ملون بأي شكل كان للكتب التي تم قراءتها والأخرى بدون الملصق.
من هنا نجد أن عملية التذكر من المهارات التي يمكن التحكم بها بما يتوافق مع مهماتنا الحياتية وبما يُمكننا من تفادي الكثير من التجارب الخرقاء وتجاوزها بما هو أفضل وأجدى.