في رثاء السّيّدة فاطمة بنت أسد عليها السّلام …

قامت كأُمٍّ للرّسول بخدمةٍ
و كفالةٍ مَعَ بعلِها ذاك البطلْ

شيخِ الأباطحِ والذي في نصرِهِ
ما كان يخشى القومَ مهما قد حصَلْ

فكلاهما كفَل النبيَّ المُصطفى
أعطاهما الجنّاتِ ربّي و الحُلَلْ

سبقت إلى الإسلامِ فاطمُ و انثنت
محمودة الأفعالِ في دُنيا العمَلْ

و لقد حباها اللهُ خيرَ كرامةٍ
إذ عَدَّ في البيتِ الحرامِ لها محَلْ

وضَعت هُنالكَ حيدراً في كعبةٍ
و بمعرضِ الإعجازِ كانَ المُدّخَلْ

رَبَّتهُ صِنديداً لنصرِ المُصطفى
و مُدافِعاً يَوْمَ الوطيسِ إذا اشتعَلْ

قد آثرت طه على أبنائها
بحنانِها لا غروَ إن ضُرِبَ المَثلْ

لهفي و قد حلَّ الحِمامُ بساحِها
و الموتُ حقٌّ في الرِّقابِ و لم يزلْ

لاحت كآبةُ حيدرٍ لفراقِها
و أتى الْهُدَى و الدّمعُ بجري في المُقَلْ

سألَ النّبيُّ المُرتضى ماذا جرى
و لِمَ الكآبةُ إنَّ قلبي في وجَلْ ؟

فأجابَهُ و القلبُ يعصرُهُ الأسى
أُمِّي قضت نحباً ووافاها الأجلْ

فبكى النّبيُّ و راحَ يُذكرُ فضلَها
و بغسلِها أوصى النّساءَ و قد نزَلْ

في قبرها السَّامي لِيعليَ شأنَها
و بها يُعَزّي المرتضى فالخطبُ جَلّ .


error: المحتوي محمي