حزن تراجيدي

حزنٌ بذاكرتي ينهار في حزنِ
وغاية ظمِأت في مائها الشّجِنِ

والريح تبسط ظِلاًّ حاملاً جسدًا
يحكي البطولات أسيافًا من اللُسُنِ

هذا الفراتُ كأجسادٍ مبللةٍ
ظمئ النحور تنام في وطني

فيها الدماء تجلتْ مثل راهبةٍ
وخنصرٍ بُتِرتْ أشلاؤه كفني

ينيرُ في حلميَ الأوطانَ وجهَ ضحىً
ويستزيد دمًا في عمقه بدني
***
لا شيء غطى سماتُ الريح تملؤهم..
لا ظلّ كفن بعد الموتِ لي زمني

بحر من الموت يمشي في محاسنهم
والدمع يذرف إحساسا على محنِي

الدمع ينزف مني ساعة غرُبتْ
والذكرياتُ على قلبي تُمزّقُني

وجه الصباح تنادى في مُعَانِقَتِي
و”الطفّ” تحملني ريحا إلى زمنِ

وجهُ تكفنه الرَّمْلاتُ عن وجعٍ
وخاطر مزقتهُ الريح في شجنِ

آهٍ على خاطرٍ يبكي الرمالَ أسىً
وذي الرمال ستبكي منتهى الوطنِ

ورملة الله في كفٍّ تعانقها
كل السماء التي تحمرُّ في مدنِ

كانتَ ممددةً والنحرُ في يدها
والحلمُ يُسقِطُنا في “خنصر” البدن
***

إني أمرُّ على وجه العراق وما
قرع الطبول على حربٍ بلا ثمنِ

تلك الجياد التي داستْ بحافرها
صوتَ الحسين الذي ما زال يحضنني

كربٌ يهزُّ دمَ الأوطان ثانيةً
والموت أشبع موتي.. حجرة السكنِ
***

هذا يساري، وصوت النحر في رئتي..
هذا اليمينُ، وقرع الحرب في أذني..

وذا حسين بلا شيءٍ وذي يدهُ
تمتدُّ ذاكرة لآخر الزّمنِ

هذي السبايا، وذي الأطفال.. صرختهم
في كل زاوية تمتدُّ لي سفني

هذي السياط وأصوات ممزقة
وذي المسافة تبكي خطوةَ الشجنِ
ـــــــــــــ
• قصيدة بمناسبة أربعين الإمام الحسين “عليه السلام”


error: المحتوي محمي