أثارت نتائج دراسة ماجستير في الجزائر، عن “أثر الحرمان العاطفي في ظهور جموح الأحداث”، الاختصاصي النفسي مصدق الخميس، ووصف نتائجها بأنها كارثية ولم يُسلط عليها الضوء ولا تؤخذ بالاعتبار مثل آثار الطلاق، مما دعاه لتناولها.
وذكر “الخميس” أن عدم احتواء الأبناء من قبل الأسرة قد ينتج أبناءً بهم نزعة انتقامية من المجتمع ونحو الممتلكات العامة، لأن الطفل يصبح لديه صورة مشوهة عن الواقع بسبب حرمانه العاطفي بالأسرة.
وشدد على ضرورة إدراك معنى طلب الطلاق على الأبناء، لأن أغلب المسجونين كانت لديهم مشاكل أسرية أو انفصال بين الوالدين، ويؤدي الحرمان والفقر إلى السرقة وتعاطي المخدرات.
جاء ذلك في محاضرة “الخميس” بعنوان “أثر الحرمان العاطفي في تشكيل العنف”، المقامة في قاعة الحوراء بالعوامية، والمنظمة من قبل اللجنة النسائية لجمعية العوامية، بالتعاون مع مجموعة تعزيز الصحة النفسية، مساء الأربعاء 16 أكتوبر 2019م، والتي كانت بحضور 35 رجلًا وسيدة.
وعرّف الاختصاصي النفسي السلوك على أنه ردود أفعال داخلية وخارجية تصدر عن الفرد ردًا على منبهات أو مثيرات داخلية أو خارجية، وأوضح أن أي سلوك لا يأتي بالمجان لأنه يحتاج إلى دافع ومسبب، إما تفاديًا للعقاب والحرمان أو للحصول على الثواب، مع توضيح كيفية اكتساب السلوك.
وبيَّن أنه لتكوين عادات سلوكية جيدة لدى الطفل، يفضل استخدام أسلوب المكافأة حتى عمر ست سنوات وربما تزيد لعمر 12 سنة، ويبدأ التراجع عنها لأنها تخلق لديه عادات قيمية، مثل القراءة لا يحتاج بعدها لطلب المكافأة حين عملها.
وأضاف أن المكافأة المادية أسلوب تربوي، يمكن معه تشكيل السلوك بالصغر أسهل من الكبر.
وأشار “الخميس” إلى أن هناك تفسيرًا خاطئًا لفلسفة المكافأة، حيث يكون الأب والأم في ساحة منافسة بالتربية، فينتزع أحدهما صلاحيات الآخر، لافتًا إلى مشكلة الأنا المتضخمة، خاصة في الخليج.
وتابع: “لابد من الانسجام كي لا يميل ميزان الأسرة”، موضحًا قوانين المكافأة وهي؛ أن تكون غير مشبعة وغير مؤجلة، بالإضافة لمراعاة التدخلات الخارجية.
وأكد أن من نتائج الحرمان العاطفي، لجوء الطفل لسلاح الصراخ، والمراهق يكون عدائيًا تجاه القانون والنظام نتيجة مخالفتهم لرغباته ومتطلباته، لأنه يسعى لعمل شيء بدون عوائق.
وختم بالعوامل الحتمية للعنف وهي؛ الفقر، والطلاق، والبيئة، وتعدد الزوجات، والصحبة، والسن، والتربية.
يُذكر أن المحاضرة جاءت ضمن فعاليات يوم الصحة النفسية العالمي، تحت شعار “حياتك غالية”.