
من الطبيعي أن تشعر بقلة الحيلة عندما يمر صديقك بفترة عصيبة بعد انفصاله عن زوجته -خطيبته، لكن إدراكك لفكرة أنه ليس بإمكانك تغيير ما حدث أو إصلاح الموقف يُعد من أهم الأشياء التي تحتاج إلى استيعابها أولًا حتى تقدر على تقديم مساعدة فعّالة لصديقك.
من المستحسن أن يكون لدى الشخص صديق يشاركه أفراحه، فما بالك باحتياجه لذلك الصديق وقت الشدة؟ لذا ذكِّر نفسك دائمًا أنه من واجبك التعاطف مع صديقك ومشاركته ما يمر به، حتى وإن كان ذلك يعني أن تظل تستمتع للأسئلة نفسها وللقصة نفسها طوال الوقت بينما يتعامل صديقك مع حزنه بتكرار نفس القصة ونفس الأسئلة على مسامعك، وينبغي أن يبدأ صبرك خلال تلك العملية فور بدء صديقك في إخبارك بالأمر وحتى ينتهي من حزنه تمامًا.
لكن عليك أن تكون بمنتهى الحذر فلا تذكر زوجتك أو خطيبتك أمامه وتبالغ في ذكر المحاسن والصفات وكيف أنت مغرم بها.
من خلال ما تصف وتتكلم وتقول أدق تفاصيل العلاقة الزوجية، وممكن يصل الأمر إلى أن تتكلم في العلاقة الخاصة بينكما، كما أن كثيرًا من الزوجات تتكلم مع صاحبتها عن زوجها فيما يحب وفيما يكره وكيف يصالحها وكيف وكيف.
فيبدأ الأمر بالنصائح من الصديق أو الصديقة؛ افعل كذا وكذا وكذا، ثم يعجب هذا الصاحب بزوجة صاحبه أو تعجب الصديقة بزوج صاحبتها، وتبدأ المقارنة مع زوجته أو زوجها، ومقارنة حالها مع حال صاحبتها، ويعلم وتتعلم مداخل رفيق درب أعز الأصدقاء، وهنا تكمن المشكلة!
أحيانًا ما يوقظ الانفصال الجانب غير العقلاني فينا جميعًا، لذلك قد يشعر صديقك بالميل لزوجتك والفراغ العاطفي الذي يعاني منه يجعله يتخبط ويعمل أفعالًا غير عقلانية، فيوهمه عقله أنه يحب زوجتك أو خطيبتك من كثرة ما تكلمت عنها عنده أصبح يحفظها تمامًا ويستهويها، فشيطانه يسول له أن يفعل العجائب كي يصل إليها!
وبعد ذلك مرحلة التمني لهذا الشخص الذي ليس لها، أو هذه السيدة التي ليست له، ويكون مدخلًا لهما للتعارف عن طريق الصديق، وقد يتمادى الأمر إلى خيانة عقلية أو جسدية، وقد يتزوج هذا الزوج هذه الصديقة أو بتعرف الصديق إلى زوجة صديقه، أليس من صفات الحب الأمانة والغيرة والأسرار بكل شيء عن المحب؟!
فيا كل زوجة وزوج؛ قد يتزوج زوجك صديقتك، قد تتطلق زوجتك لتتزوج صديقك، قد يحدث ذلك، لكن لا تكن أنت وأنتِ السبب في ذلك، احتفظ بما لبيتك داخل بيتك، فلا داعى أن تنشر ما بينكما للجميع.
وما علينا إلا أن نكثر من الدعاء لحفظ بيوتنا وأهلنا “اللهم يا من لا تضيع ودائعه، إني استودعتك ديني ونفسي وبيتي وأهلي، زوجي /زوجتي ومالي وخواتيم أعمالي، فاحفظني بما تحفظ به عبادك الصالحين”.