
مَنْ رَقِيَ درجاتِ الهِممِ عظّمتْهُ الأممُ، طِرْ بهمتِكَ ولا تكسل.
كلنا نشاهد الطيور وهي تطير في خفّة ونشاط وهمة باحثة عن أرزاقها ومؤدية وظائفها في الحياة، وكلما أمعنّا النظر إلى أجنحتها التي تحركها بدأب واستمرار فتجعلها تطير وترتقي وتنتقل هنا وهناك، وما أشبه الإنسان بالطير فإذا كان الطير يطير بجناحيه فإن الإنسان يطير بهمته، إذ هي جناحه الذي يحمله والذي يجب أن يبقى في حركة ونشاط، يطير المرء بهمته كما يطير الطير بجناحيه ولا شك أن الحياة كلها قائمة على العمل والجد والصلاح وبمقدار ما يجد ويجتهد يحصل على ثمرة تكافئ ذلك المقدار من الجد والاجتهاد وبقدر همته تكون حصيلة على أعماله الدنيوية تساعد الإنسان على الإنتاج وزيادته – كمًّا وكيفًا – وهي المعيار الذي يقاس به قدر الإنسان ومنزلته بالنظر إلى النشاط ومثابرة العمل الصالح.
وإياك خصلتين؛ الابتعاد عن الضجر والكسل فإنك أن ضجرت لم تصبر على حق وأن كسلت لم تؤدِ حقًا وحالة الكسل قد يصاب بها الإنسان ويصبح عليلًا بلا مرض وحزينًا بلا حزن إلا أن عليه ألا يستسلم لها الإنسان بل عليه أن يكون مجدًا فيها من جهد قدره ومكانته بالجد في النشاط والبعد عن داء الكسل القاتل، وهذا من استثمار ثمن الوقت يخلق بك أن تكون ذا همة ونشاط عالٍ وأن تتلافى وتحارب مثبطات ومكافحة الخمول والضجر والتواني والكسل الدائم هو ظلم الإنسان لنفسه وعدم العمل بالصلاح وآفة النجاح وهو ما سمى الكسل ولنقول: إننا نمتلك الوقت الدائم وهي من حقائق ثمن حصد استثمار الوقت وثمن الزمن وهي الهدية الإلهية المباركة التي أعطاها لنا الله في قوة الهمة وأن يكون ظرفًا خصبًا للعمل في طريق الحق والخير والصلاح.