المهندس عبد الله بن حسن المناسف رحمة الله تعالى عليه يُعد من الرعيل الأول من الذين حصلوا على درجة الهندسة الكهربائية في المنطقة، عمل في شركة الكهرباء لفترة ثم انتقل للعمل في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وأصبح مديرًا لمحطة التحلية بالجبيل.
كانت المحطة حين ذاك هي فقط المرحلة الأولى والمعروفة لدى العاملين فيها بـ (Phase I)، والتي كانت تنتج المياه المحلاة للمجمع السكني التابع للتحلية ولأجزاء من الجبيل البلد وأجزاء من المدينة الصناعية.
أشرف إشرافًا مباشرًا على بدايات الإنشاء لمحطات التحلية في الجبيل المرحلة الثانية (phase II)، والتي تم إنشاؤها وتخصيص إنتاجها من المياه إلى العاصمة الرياض.
كان – رحمه الله – مخلصًا ومتفانيًا في عمله ومثالًا للإخلاص، وكان يتصف بالتواضع، فرغم أنه كان يمثل أعلى منصب وظيفي حينها إلا أنه كان يخالط الناس عامة أيًا كانت مناصبهم عالية أم متدنية، أنا شخصيًا توظفت في التحلية في عام 1401هـ وله الفضل عليَّ في ذلك، وليس أنا وحدى بل أغلب من توظف من المنطقة في فترته كان له الفضل في ذلك سواء بشكل مباشرة أو غير مباشر.
كان رحمه الله يساعد الكثير بما يستطيع فعله لوجه الله تعالى وبعيدًا عن الأضواء، ولا يتحدث في ذلك ولا يتفاخر كما يحلو للبعض، أنا فعلت وأنا فعلت، فهو ليس من هذا النوع إطلاقًا.
لا أنسى أنني تزوجت في تاريخ ١٤٠٣/٧/٢٩ وقبل الزواج بأسبوع دعوته لزواجي فحضر ليلة الزواج وحضر أيضًا في اليوم الثاني من أيام التبريكات الثلاثة ليقدم لي التبريكات.
في تلك الفترة تقريبًا أصبح رحمه الله موظفًا في شركة “أرامكو” واستقال من التحلية، وبحكم انشغال الجميع أصبحت أخباره شبه مقطوعة إلا ما ندر، كأن نلتقي في مناسبة ما في القطيف أو ما شابه ذلك.
استمر في عمله في شركة “أرامكو” حتى تقاعد من الشركة، وفي عام 1433هـ انتقل إلى جوار ربه، نسأل الله له المغفرة والرضوان.
كان رحمه الله يحب العلم ويحب الاطلاع، فجمع طوال حياته الآلاف من الكتب المتنوعة، وقبل أيام وما زال يُتداول مقطع فيديو قصير وخبر عن وقف جميع الكتب التي في مكتبته الخاصة إلى مسجد الخضر بجزيرة تاروت، نسأل الله تعالى أن يكتب ذلك في ميزان أعماله.
ونظرًا لعظيم هذا العمل ولما له من فوائد جمة تعود على المجتمع وبالأخص مرتادو ذلك المسجد، فإني أتوجه للقائمين على مسجد الخضر المبارك بجزيرة تاروت بمقترح وهو تخصيص أحد أروقة أو مرافق المسجد ليكون باسم المهندس عبد الله حسن المناسف رحمه الله، آملًا منهم الاهتمام بهذا الأمر وتحقيقه وفاءً له وتخليدًا لذكراه.
لروحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات، رحم الله من يقرأ الفاتحة.