يتداول الناس في تاروت الكثير من القصص عن أصل ونشأة وتاريخ مسجد الخضر (عليه السلام) الكائن في جزيرة تاروت.
ومن تلك القصص المشاعة والمتداولة جيلًا بعد جيل بين الناس هو أن الخضر (عليه السلام) مر في الجزيرة وبالخصوص البقعة التي بني عليها المسجد، وأن المنطقه تحولت إلى مروج خضراء تكثر فيها الأشجار والخضرة والمياه…
أسئلة كثيرة تطرح… فهل يا ترى أن الخضر (عليه السلام) مر على تاروت وطاف على كل المناطق التي له فيها مقام أو مسجد؟
وأيضاً، أين عاش الخضر؟ وهل مازال على قيد الحياة؟ وأين حدثت قصة الخضر مع النبي موسى؟ وهل جزيرة تاروت كانت مأهولة بالسكان في ذلك الزمان؟
اسم الخضر أُطلق على ذلك العبد الصالح المذكور في القرآن الكريم في سورة الكهف:
{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْما}…
والذي تبعه موسى عند مجمع البحرين والذي يقع عند رأس الشيخ محمد شمال تبوك وعند مدخل خليج العقبة… والأقوال كثيرة فيه ومتباينة…
النبي موسى توفاه الله في حدود 1270 ق.م وعاش في مصر، وفي منطقة مدين وفي قيادة بني إسرائيل وقت الخروج إلى سيناء أربعين سنة (التيه) والتي تصادف وجود مملكة دلمون…
عندما نستذكر قصة النبي موسى والخضر (عليهما السلام) نرجع بالتاريخ إلى حدود 3500 سنة من الآن تقريبًا 1500 سنة ق.م والتي تصادف وجود حضارة دلمون في منطقة الخليج العربي والتي تقدر بالفترة من 3000 إلى 330 سنة ق.م، كما يتضح من عمليات التنقيب عن مستوطنات ومدافن دلمون. فالمنطقة كانت عامرة والشواهد عليها تلك المدافن الدلمونية الموزعة في المنطقة وخاصة حول مسجد الخضر في جنوب غرب المسجد وفي منطقه الرفيعة بالربيعية…
فهل يا ترى أن الخضر قد مر على جزيرة تاروت أيام مملكة دلمون أو أنه يمر في أي وقت يشاء إذا سلّمنا بأنه مازال على على قيد الحياة؟! قد تكون الإجابة صعبة…
إنها قصة مازالت متداولة بين الناس في تاروت وإثباتها يحتاج إلى دليل ونفيها يحتاج إلى دليل…
للموضوع تتمة وقصه أخرى متداولة…