يا راحلينَ إلى العراقِ ترفقوا
في مشيكمْ فالأرضُ قد حضَنَتْ دمي
وعلى ضفافِ العلقمي تناثرتْ
أشلاءُ جسمي وانطفى بي مبسمي
كبدي وقلبي والضلوعُ وخنصري
والنبضُ والكلماتُ حارتْ في فمي
حتى الدموع تحجّرَتْ في مقلتي
راحت تعاهدني ولم تستسلمِ
وهويتُ من فرسي على تربانها
عجباً كما تهوي السما بالأنجمِ !
وصرختَ يا جداهُ يا أمل الورى
ذبحوا رضيعي في يديَّ بأسهمِ
جداهُ قد ذبحوا حبيبك أكبراً
ذبحاً يفتُّ رؤاهُ قلبَ المجرمِ
والله قد قتلوا الحسين بقتله
ليت الحسينَ فداهُ يوم محرّم
… وأكملت القصيدة بقافية ميمية مختلفة تمردا على الشعر ..
قتلوا الحسين بقتلهم عباسه
بالله من يحمي هناك محارمي
بالله من يحمي بناتِ محمدٍ
بعد الكفيلِ ومن عدو غاشمِ
جداهُ قد طعنوا بناتِ محمد
والله ما أقساهُ طعن الظالمِ !
ذبحوا السماءَ بذبحهم رُسلَ السما
دمعُ السماء يبلُّ نحرَ القاسمِ
حتى الثرى عشِقَ الصغارَ فضمهم
ضم الحنون إلى الحبيبِ النائمِ
قتلوا رجالاً إن تقاطرَ جودهم
غَمَرَ الحياة مكارماً بمغانمِ
قتلوا رجالاً تستنير بخطوهم
زمر الملائك في الظلامِ القاتمِ
حلّوا فَحَلّتٌ نحوهم نعمُ السما
أنهار فردوس وخير مناجمِ
قتلوا بقتلهم الصلاة ودينهم
عشِقَ الصلاة كربوة وغمائمِ
جحدوا بدين الله بعد محمدٍ
واستيفنوه هداية بعظائمِ
ما حالُ زينبَ والدما خطف الدما
والدمعُ منها والحسين كساجمِ
قد صيّر الأعداء دمعةَ زينبٍ
بركان جمرِ هادرٍ متلاطمِ
بالله هل شهدَ الرجالُ خيالها
يوماً وقد حملتْ عفافَ الفاطمِ؟!
زهراءُ زينبةٌ وزينبُ فاطمٌ
لا فرقَ بينهما وحقِّ القائمِ
كلُّ النساء تخَدّرت بعفافها
فهي الصراطُ إلى نساءِ العالمِ
خِدْرُ البتولِ وخدرُ زينبَ واحدٌ
كلٌّ بعينِ الله أصلُ مكارمِ
جداهُ ذبحي من قفايَ على الثرى
عطشانَ ما أرجو سواك كراحمِ
قد هان عندي والعقيلةُ زينبٌ
في الشام تسبى للعدو الظالمِ
عذرًا رسولَ الله، عذرًا فاطمٌ،
عذرًا أبي، عذرًا سلالةَ هاشمِ
وإذا بصوتِ العرش صوتُ محمدٍ
صوتُ السماء وصوتُ أمي فاطمِ
ولدي حسينُ ولا مثيلكَ في الورى
بحمى النساء وصانَ كلَّ مكارمي
أنتَ الحسينُ وحسبك ابنُ محمد
أنت الطهارةُ من نزارَ وهاشمِ
ولدي بِذبحِكَ يذبحون محمداً
وعليَّ والأطهارَ صفوة آدمِ
ذبحوا بذبحك في السماءِ ملائكا
قتلوا الوجودَ ، وأبطشوا بحمائمِ
ما أنتَ إلا الحي في عرش السما
والموتُ أفناهم بلعنةِ شاتم
أبقيتَ دينَ الله صرحًا شامخًا
لولا دماؤكَ ماتَ دين ُ الخاتمِ