من القديح..آل ربح: الكاميرا خلدت شهداء في لحظة.. وزعل جدتي من التصوير لم يمحه الزمن

هو “النخلاوي”، رائحة هذه الأرض تغمره، والنخيل يرسم ملامحه، حتى صار النخلاوي لقبًا له، ووسمه الذي يمهر به صوره، التي يبثها كثيرًا من روحه الشغوفة باللقطات، وأيضًا أصبح الفوتوغرافي نصر علي آل ربح، اسمًا متواريًا وراء “النخلاوي” في منتدى قديحيات الثقافي، وكيف لا وهو ابن بلدة القديح وبين نخلاتها عاش وكبر.

شغف الصورة
يحكي “آل ربح” في لقائه مع «القطيف اليوم» عن بداياته في التصوير، أنه عندما كان في السادسة من عمره، أهدته أمه كاميرا 110pocket camera الذهبية، ذات الفيلم 24 صورة، لتكون أول صورة التقطها لجدته، ليؤثر ذلك سلبيًا عليها، رافضة ما قام به، ولم تحادثه طول اليوم، وتعمدت تجنبه بسبب صورتها، ينقل عنها قولها: “إن العامل الموجود في الاستديو يشوف صورتي”، موضحًا أنها تقصد استديو رمزي، الاستديو الوحيد في منطقة القديح وقتها.

ويتابع: “ومن كاميرا إلى أخرى، حيث كان الاهتمام توثيقيًا فقط حتى عام 2006م، حين امتلكت أول كاميرا رقمية، وهنا بدأ عالم التصوير الضوئي”.

نقل التراث
يأتي “آل ربح” مقتطعًا مسافات ترحاله، شغوفًا بتصوير الطيور المهاجرة، وتصوير المايكرو، يرتشف من التراث، الماضي سعفه وأبنيته، وملامح أناس، كانوا يومًا هنا، ليبتعدوا عن ناظرينا.

ويقول: “حبيب رضي آل محمود، كان مشرف قسم التراث، وكان دائمًا يطلب مني أن أصور له الأشياء التراثية، وبواسطة السيد محمد ناصر الخضراوي، تم شراء كاميرا شبه احترافية، ومنها انطلقت”.

ويرى أن التراث، يعيشه حالة عشق، لا ينفك يلاحقه، ليعانقه بعدسة، كونه يمثل الماضي والحاضر والمستقبل، مؤكدًا أن التراث جزءً لا يتجزأ منا، فهو ثروة كبيرة في القيم والعادات، والمبادئ، حافظ عليها الأجداد، وسلموها للأبناء.

وأضاف “آل ربح” الذي يحتضن بين أروقة حجرته كثيرًا من الصور التراثية للقديح بعضها من تصويره والبعض الآخر من مقتنياته ويعود بعضها لأكثر من 45 عاماً، وهي هدية من أخيه الأكبر إبراهيم آل ربح التقطها بكاميرا متواضعة، وتعد بالآلاف: “ونحن بدورنا نحافظ عليها، نوثقها، لنسلمها الجيل القادم، ليعي تمامًا عيشة الأجداد في بساطتها وصعوبتها، حقًا، أشعر بأن عليَّ مسؤولية توثيق التراث فوتوغرافيًا – بصريًا – لنسلم الأجيال القادمة تاريخًا مشرفًا للمنطقة”.

ذاكرة الحزن
يعتبر “آل ربح” أن الحزن جزء أصيل في مشاعر الإنسان، وبشكل خاص لدى الفنان، وبالنسبة للمصور الفوتوغرافي، يمنحه طاقة إيجابية في التقاط الصورة، ويذكر أنه حين كان في زواج، أثناء تجهيزه الإضاءة، كان صديقه الشهيد جعفر عبد الرزاق، الذي استشهد في حادثة مسجد الإمام علي “ع” الإرهابية، موجودًا، وطلب أن يلتقط صورة له، ليجرب الإضاءة قائلا: “مدام بتصورني أكيد الصورة بتكون مميزة”، معلقًا: “لم يكن التوقع يُخالجني إطلاقًا إلى أي درجة ستكون مميزة، ليتم تعليقها أثناء تشييع الشهيد”.

وتابع: “في معرض الحسيني “عهد وميثاق”، التقطت صورة لعمل فني يحتضن ملامح الشهيد حيدر المقيلي، وكان والده متواجدًا، فقام بالتقاط سيلفي مع ابنه حيدر، لأخرج صورة سيلفي، لها وقعها على أعين كلهاء بكاء على من رحلوا، ليخلدوا داخل صورة”.

اللقطة الأجمل
يهفو “آل ربح” إلى التقاط صور للحجاج في يوم عرفة، شغوفًا بها، ينقل عبر عدسته الحالة الإيمانية التي يعيشها الحاج، وذلك لكونه مصورًا في قافلة المعصومة للحج والعمرة، حيث أقام مع زملائه ثلاثة معارض فوتوغرافية، تُعنى جميعها باللحظات في موسم الحج، لحجاج القافلة.

وعن معرضه الشخصي، بيَّن أنه قريبًا سيبادر بإقامة معرض يعرض فيه أجمل اللقطات، دون تحديد موضوع معين له.

كلمة
ودعا في نهاية إطلالته مع «القطيف اليوم»، كل مبدع، يريد أن يصل إلى القمم الشماء من النجاح والتميز، أن يكون قويًا مهما بدا الأمر عليه عسيرًا، مبينًا أن الصعوبة حتمًا للأبطال.

هوية
الفوتوغرافي نصر علي آل ربح، من مواليد بلدة القديح في محافظة القطيف، متزوج ولديه ولدان وبنت، يعمل في شركة تفعيل التقنية بمهنة فحص نسبة التآكل في أنابيب معامل “أرامكو” السعودية، عضو في جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وجماعة مصوري القديح، يعمل أيضًا مصور مع قافله المعصومة “ع” للحج والعمرة منذ حوالي سبع سنوات.

من صور آل ربح

طبخ زواج في بلدة القديح

المرحوم أحمد مرار (أبو خليل)

من ألبوم ومقتنيات آل ربح

سد القديح

مناسبة زواج ويظهر سد القديح

بقالة الربح في حي الوادي

القديح الوادي

عين لجبيس

عين البلاعة

عين المحارق

المرحوم الملا عبدالكريم الحمدان

المرحوم علي بن منصور آل درويش مع عبدالرسول العراجنة

الحاج علي آل ربح

عين ساداس

الواجهة البحرية بالقطيف

سد القديح

منطقة الوادي بالقديح

عين الرواسية

سد قرب الناصرة

مسجد عين البشري من الداخل

آل ربح

مع المحرر


error: المحتوي محمي