بدد الصيدلاني السيد هاني آل إسماعيل الأفكار الخاطئة حول الدور الذي يقدمه الصيدلاني بأنه بائع أدوية فقط للمريض، أو قراءة الوصفة للدواء، وتوجيه المريض لعدد المرات بناءً على أوامر الطبيب، بالتعرف على ما وراء ذلك، وهو إعداد الدواء لما قبل المرض.
وأكد “آل إسماعيل” الدور العلاجي الذي يقدمه الصيدلاني في الخطة العلاجية قبل ومع الطبيب، وكيف يمكن تصنيع دواء بطريقة آمنة وفق مقادير دقيقة، ووصفه للمريض بمقدار محدد، قد يكون طريقًا للشفاء أو سمًا وسببًا للوفاة في لحظة ما، إذا لم يؤخذ بالجرعات والطريقة الموصى بها.
جاء ذلك في المحاضرة التي قدمها “آل إسماعيل” بعنوان “تخزين الأدوية وحفظها”، بمأتم السيدة خديجة عليها السلام بالمنيرة في جزيرة تاروت، يوم الثلاثاء 2 صفر 1441هـ.
واعتبر موضوع الدواء من المواضيع المتشعبة جدًا ويرتبط بعدة تخصصات ومنها العلوم؛ والدواء، والصيدلة، والكيمياء الدوائية، والصيدلة الإكلينيكية، ومن الممكن تناوله ضمن المعلومات التي تهم الشأن العام مثل دواعي استعمال بعض الأدوية كمعلومات عامة للأدوية البسيطة التي تعالج؛ الرشح، والحرارة، والمغص، وكذلك معرفة معلومات التأثيرات الجانبية وتفاعلات الأدوية فيما بينها.
وشدد على ضرورة أخذ الأدوية في الحالات المرضية التي يريد الشفاء منها فقط، ويكون بوصفة طبية، والتقيد بالإرشادات من حيث؛ الجرعة الصحية، والمدة والعدد اليومي، مع الالتزام بالطريقة الصحيحة في تخزين وحفظ الأدوية، حتى لا تفقد مفعولها بل قد تتحول إلى مادة سامة على الصحة.
وقال “آل إسماعيل”: “مع ما نشهده من تطورات حديثة إلا أننا نجد شح الأدوية من الأسواق، وزيادة الطلب عليها عالميًا، مما أوصلها إلى ارتفاعات جنونية بالأسعار، إذ وصل بعضها إلى ملايين الريالات في السنة الواحدة للمريض الواحد”، منوهًا بأن عدم معرفة طريقة تخزينها يتلف قيمتها المليونية، مما يؤخر حصول المريض على دواء غيره، ومن هنا يجب عليه إدراك أن الدواء نعمة يجب المحافظة عليها.
وحول سؤال: “هل يتم تحضير جميع الأدوية من مكونات كيميائية؟”، أجاب “آل إسماعيل” بأن الدواء مستحضر كيميائي يساعد الجسم على مقاومة الأمراض، إلا أننا نجده في الوقت الحاضر يصنع في المختبرات سواء كان بمستحضرات ومكونات كيميائية أو طبيعية من أعشاب ونباتات، كما هو متعارف بوجود نباتات طبية معروفة يتناولها “علم العقاقير” وهذه متوفرة على مستوى العالم أجمع.
وأكد أن الهدف الرئيس من الدواء هو الشفاء والسيطرة على الحالة المرضية، ولتحقيق ذلك لابد من وصول الجرعة المناسبة إلى العضو المصاب المستهدف بعدة طرق، لافتًا إلى خصائص الأدوية عندما تدخل الجسم بين ما هو يذوب في الماء أو الدهون، كما نجد البعض له قدرة على التأين (يتحول إلى أملاح).
وأضاف أن الأدوية التي تتحول إلى أملاح يستطيع الجسم التخلص منها بسرعة وبشكل أفضل، في حين أنه إذا كان الدواء محبًا للدهون فإنه يتمسك بالجسم ولا يتخلص منه بسهولة، مما يجعله يتراكم ليصل إلى تركيز سمي يوقع الجسم في حالة تسمم ويصعب التخلص منه، وتكون له أعراض على الصحة.
وذكر الطرق المتبعة لتحضير الأدوية ليتم تناولها وهي؛ عن طريق تناولها بالفم، أو تحت اللسان، والشراب، والحقن، والدهان الموضعي، والحقن الشرجي، والقطرات، شارحًا بالتفصيل كيف تكون مسيرة الدواء داخل الجسم إلى أن يصل إلى العضو المصاب وأثره على إفرازات الكبد والمعدة، ومتى يقرر الطبيب إعطاءه للمريض.
وطالب “آل إسماعيل” بحفظ الأدوية في درجة حرارة الغرفة من 20 – 25، درجة أو التبريد في الثلاجة من 2 – 8 درجات وليس في الفريزر، مع البعد عن أشعة الشمس المباشرة، والرطوبة، وفي العبوة الأصلية، كما أن الأدوية السائلة لا تجمد.
وتحدث عن مدة صلاحية الأدوية التي تبدأ منذ تصنيعه، وتنتهي وفق التاريخ المكتوب على العلبة، منوهًا بأن كل نوع له فترة محدد بعد فتحه وإحلاله، وهذا ما أكدت عليه منظمة العالمية والهيئة العامة للغذاء والدواء أن فساد الدواء غير مرتبط بالتاريخ المدون على العبوة، إذ يمكن أن يفسد ومازالت الفعالية موجودة كتابيًا، ويجب اتباع الطريقة الصحيحة لتخزينه، بالإضافة إلى أن كل شكل صيدلاني له مدة صلاحية بعد الفتح.
وحذر من حفظ الأدوية في السيارة، لما يعرضها إلى درجة حرارة شديدة قد تتلفها، وذلك خلال ساعة أو أقل.
جدير بالذكر أن الصيدلاني السيد هاني آل إسماعيل من مواليد محافظة القطيف، ويعمل حاليًا مدير الخدمات الصيدلية بمستشفى القطيف المركزي، حاصل على ماجستير في الصيدلة عام 2010م من جامعة الملك سعود بالرياض، وله من العمر الوظيفي 22 سنةً.