في العوامية.. السعيد محذرة: القلق وراء آلام النساء وقولون الرجال

ربما لم يدر في خلدك كرجل أن مشاكل القولون، أو حتى الإصابة بالقرحة قد تكون لأسباب نفسية، كذلك أنتِ عزيزتي المرأة قد لا يخطر ببالك أن كل آلام الظهر التي تعانينها منشأها من أعماق الألم النفسي الذي تعانيه؟ نعم هذه كلها ترجمات وإشارات من الجسم يرسلها بسبب التوتر النفسي الذي يتعرض له يوميًا.

هذا ما أوضحته الاختصاصية النفسية فاطمة علي السعيد، وبينت أن القلق سيد الأمراض النفسية، وأنه يقوم بضرب أضعف نقطة بالجسم، فيتمثل عند النساء في آلام بالظهر وراحة اليد، أما الرجال فيتمثل لديهم بصورة آلام بالقولون أو القرحة.

وأشارت إلى أن الفرد قد يلجأ لا شعوريًا للحيل الدفاعية بصورها المختلفة من الإبدالية، والعدائية، والانسحابية، للتخفيف من التوتر النفسي المؤلم، وحالات الضيق التي تنشأ عن استمرار حالة الإحباط مدة طويلة، بسبب عجز المرء عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه.

وأضافت السعيد أن الحيل الدفاعية ذات أثر ضار عمومًا إذ أن اللجوء إليها لا يُمّكن الفرد من تحقيق التوافق ويقلل من قدرته في حل مشاكله.

التوافق
وأوضحت أن التوافق الشخصي يتمثل بشعور الفرد بالارتياح والسعادة والرضا عن النفس، وهذا يتم عن طريق إشباع حاجاته الأولية وتحقيق مطالب النمو عبر مراحله المتتالية، وخلوه من التوترات والضغوطات النفسية، وما يترتب عليها من شعور بالضيق والقلق والتوتر.

التكيف
وعرفت السعيد في مجمل حديثها عن التكيف، في محاضرة “التوافق النفسي” التي قدمتها مساء الثلاثاء 1 أكتوبر 2019م، في صالة الحوراء بتنظيم اللجنة النسائية لجمعية العوامية، بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية والتي كانت موجهة للنساء وحضرها عدد من نساء العوامية المهتمات، وقالت: “التكيف هو ما كان يفعله الإنسان بالعصور القديمة للبقاء”، وانتقلت لتعريف التوافق النفسي الذي يحتاجه الفرد في زمننا الحالي، حيث يستطيع الفرد فيه استخدام الأساليب السوية، والاستجابات الناجحة، التي تمكنه من إشباع دوافعه وتحقيق اهدافه حتى يصل إلى خفض التوترات النفسية التي ترافق الحاجات قبل إشباعها.

وفرّقت بين نوعيّ التوافق النفسي الفردي والاجتماعي، مع نمطيه الإيجابي والسلبي وقالت: “إن الذي يحدد نمط التوافق هو المجتمع حسب اتساقه مع العادات والأعراف”، كما قامت بتوزيع مقياس التوافق النفسي الذي شارك الحضور بحله لمعرفة إلى أي درجة هنّ يعشن بتوافق نفسي.

مؤثرات وعوائق
وعرضت السعيد العوامل التي تؤثر على التوافق النفسي، وهي؛ مطالب النمو والحاجات والدوافع والغرائز، وأشارت إلى أن أي إخفاق في الحصول على أي حاجة من “هرم ماسلو” للحاجات يخلق توترًا لدى الفرد.

وبيّنت كيف تتكون العوائق من خلال القلق والإحباط والصراع، مع عرض حلول العوائق بأساليب مباشرة بزيادة الجهد وإزالة العقبة وتغيير الطريقة أو تغيير الهدف، أما الطرق غير المباشرة فتكون بحيل الدفاع، التي قد تكون مطلوبة ولكن ليس بدرجة الاستغراق فيها كأحلام اليقظة مثلا.

حيل دفاعية
وعرضت بعض أنواع الحيل الدفاعية كالإنكار، والإعلاء، والإسقاط، والنكوص، والكبت، والانسحاب، والتعويض، والتكوين العكسي، والتبرير.

وتحدثت عن وظيفتها كونها أساليب لا شعورية تحاول إحداث التوافق النفسي، وتشوه الحقيقة، حتى يتخلص الفرد من حالة القلق والإحباط، حيث يجد بها وقاية الذات والاحتفاظ بالثقة، وتحقيق الراحة والأمن النفسي، منوهة إلى أنها تحدث للسوي وغير السوي، لكنها تكون مزمنة وغير ناجحة ومفرطة عند غير الأسوياء.

الذكاء الانفعالي
وأنهت السعيد محاضرتها بتعريف الذكاء الانفعالي، وعرضت نموذجه الذي حمل أربعة صور، وهي؛ الوعي الذاتي، والوعي الاجتماعي، والمكونات التكيفية، والمزاج العام.

واختتمت مسؤولة اللجنة النسائية خلود السعيد المحاضرة بتكريم المُحاضرة، وبالتنويه بالاجتماع الأول لنادي التوستماتر النسائي الأول بالعوامية، والذي سيكون بمقر الجمعية مساء الأربعاء 2 أكتوبر 2019، مؤكدة أن الدعوة عامة لحضوره للاستفادة من الإجابة عن كل الاستفسارات المتعلقة به وبالانضمام إليه.


error: المحتوي محمي