جميعهم يجلسون بنفس الصف ويقف أمامهم المعلمون ذاتهم، متميزون أمام أقرانهم والجميع قد يشيد بتقدمهم على من يجاريهم، ولأنهم في الصدارة قد يصفهم البعض بالمتفوقين، وأو الموهوبين، أوالمبدعين، فهل هي مصطلحات لنفس المعنى، أم أن كلًا منهم يحمل صفات وخصائص تختلف عن غيره؟
خلص الاختصاصي النفسي والمشرف التربوي بمكتب التعليم بالقطيف فيصل العجيان، إلى أن المتفوق هو الحاصل على درجات عليا في دراسته، وليس بالضرورة يكون موهوبًا أو مبدعًا، بل هو ناتج عن جد واجتهاد في دراسته ومتابعة يومية لدروسه، أما الموهوب فهو الذي يملك موهبة ما، مثل موهبة الخط الجميل أو التصوير…، وليس بالضرورة أن يكون متفوقًا، في حين أن المبدع هو المخترع الذي يصنع ابتكارًا في حقل من حقول المعرفة والحياة، كأن يخترع جهازًا في مجال الكهرباء أو الاتصالات، ومن صفاته التفكير الناقد الذي يبحث دومًا عن حلول للمشكلات.
ونوه إلى أنه في حالات قليلة تجتمع العناوين الثلاثة: التفوق والموهبة والإبداع في شخص واحد.
بين الذات والأنا
وأوضح العجيان الفروقات بين عدد من المصطلحات المتشابهة، والتي قد تختلط في معناها عند البعض ومنها: مفهوم الذات، وتقدير الذات، وتوكيد الذات؛ فالذات تعني “الأنا” بما تحمل من خصائص جسدية ونفسية وعقلية، و”تقدير الذات”، بمعنى أن يعطي الطالب ذاته قيمتها التي تستحق؛ فلا يحقِّر ذاته ولا يقلِّل من قيمتها، ليكون في الموقع المناسب، حيث يجب أن يكون.
وأضاف في إيضاحه أن التواضع في بعض الأحيان أمر سلبي، ذلك لأن الشخص المتواضع قد يبخس نفسه حقها من الظهور، مستعرضًا مثالًا لذلك: معلم يوجِّه سؤالًا ما، فيعرف الإجابة أحد الطلاب، لكنه لا يبادر خجلًا أو لعدم اكتراث أو نحو ذلك، وهذا ما سمَّاه العجيان بتوكيد الذات الذي يعني إبرازها بكل ثقة وشجاعة.
خصائص واحتياجات
واستخدم خلال محاضرته التي ألقاها أمام نحو أربعين طالبًا من مدرسة عطاء بن أبي رباح المتوسطة بالقطيف، يوم الاثنين 1 صفر 1441هـ، في قاعة مصادر التعلم بالمدرسة، عددًا من وسائل الشرح لتوصيل المعلومة للطلاب.
واعتمد إستراتيجية الحوار والمناقشة لإدارة اللقاء، في البرنامج الذي حمل عنوان “إرشاد فائقي القدرة” خُصِّص للطلاب المتفوقين، وذلك ضمن خطة تُعنى بهذه العينة؛ بهدف تنمية مواهبها وفتح الطريق أمامها للتحليق في فضاء رحب، ويكون الإبداع هدفًا لهم.
وأكد ضمن محاور المحاضرة أن الطلاب الموهوبين فئة لها خصائصها واحتياجاتها التربوية والنفسية والاجتماعية، وهي وإن كانت تشترك مع غيرها من الفئات في برامج التوجيه والإرشاد، إلا أنها تختص بمشكلات قد تعيق طريقها نحو التفوق والإبداع.
وأشار إلى أن مشكلة تشتت الانتباه واحدة من المشكلات التي قد تواجه ذوي القدرة الفائقة، الناتج من فرط الحركة؛ وعليه فقد يكون سببًا للإخفاق، ومن الممكن أن يكون فرط النشاط بلا تشتت انتباه في حالات قليلة.
صحة التسريع
توقف العجيان عند برنامج التسريع المعمول به في وزارة التعليم، وهو انتقال الطالب من صفه الحالي إلى صفه اللاحق بعد اجتيازه اختبار تعدُّه الوزارة للطلاب الذين يحققون تفوقًا غير عادي، وذكر أنه ليس حسنًا في كل الحالات؛ فقد يجد الطالب المسرَّع نفسه وسط جو غير صحي بالنسبة له، وقد لا يستطيع اللحاق بالطلاب المتفوقين في الصف الذي سُرِّع إليه.
وبين أنه على الطالب وولي أمره اتخاذ القرار المناسب، حتى تكون المسيرة الدراسية صحية تؤتي ثمارها كل حين.