اعتبر مدير مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم طلب الأزواج لحل المشاكل الزوجية أمرًا مشتركًا بينهما، ولا أحد منهما يقبل العيش في نزاع مع شريك حياته، كما أن المشاكل الزوجية أحد المنغصات في الحياة، وعليه لابد من تغيير واقعهما المؤلم، والبحث عن حياة آمنة مستقرة هدف مشترك ومصيري بينهما.
جاء ذلك في محاضرة “آل إبراهيم” بعنوان “10 أمور ستغير من حياتك الزوجية”، والمنظمة من مأتم السيدة خديجة (ع) بالمنيرة في جزيرة تاروت، وذلك يوم الأحد 29 محرم 1441هـ.
واستعرض في بدء حديثه بعض النماذج من المشاكل الزوجية التي تعترض الحياة الزوجية ويكون الزوج أو الزوجة أحد أسبابها، وقد تكون مشتركة فيما بينهما ومنها؛ رفض الحوار، والتجاهل، واللوم والنقد، وكثرة التحكم والسيطرة، وتقلب المزاج، وعدم تلبية الحاجة الجنسية، مع الاهتمام بالوظيفة على حساب الأسرة، وقضاء وقت طويل على الجوال.
وطرح “آل إبراهيم” طريقتين قد يلجأ لها الزوجان لحل مشاكلهما، الأولى التفاوض وإقناع شريك الحياة بالتغيير، وهذه قد تنجح وقد تفشل دون الوصول إلى حل، كما أنه في بعض الحالات يتحول الحوار بينهما والحديث عن موضوع ما إلى مشكلة بحد ذاته، وهنا يكون الامتناع عن المناقشة معتمدًا على مدى امتلاك الزوجين إلى مهارات وفنيات الحوار، وكذلك الرغبة في التغيير للأفضل.
في المقابل، قدم طريقة أخرى تقوم على “الأسلوب الإبداعي”، بخلق أجواء من الحب والانسجام والتقبل والتناغم ضمن إطار العلاقة الزوجية، وهذه الطريقة تقوم على التنازل والعمل على تبادل الحب مع الطرف الآخر والاهتمام به وعدم انتظار التغيير ومبادلته الإحسان لأنها تكون من طرف واحد في سبيل استدامة العشرة بينهما.
واستشهد “آل إبراهيم” في حديثه بالنصوص الدينية من القرآن وسيرة أهل البيت (صلى الله عليه وآله وسلم)، لما تحمله من توجيهات ذات مضامين تربوية تعزز الجانب النفسي والأسري والاجتماعي.
وقدم 10 طرق إبداعية تساهم في تغيير أو تخفيف وطأة المشاكل الزوجية واستمرار الحياة بما يلبي الاحتياجات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية للشريكين وهي؛ حسن النية، والتوقف عن محاولة حل المشاكل، والتصرف بفرضية “لو أن”، وممارسة ضبط النفس أثناء الخلاف، وتقبل الشريك للآخر.
وأكد من ضمن الطرق على؛ التعاطف بين الزوجين، وادفع بالتي هي أحسن، وأصلح إذا أنت أفسدت، والتمس لشريك حياتك العذر، وأصلح علاقتك مع الله.
وناقش “آل إبراهيم” الحكمة الشرعية من العدة في الطلاق الرجعي وكيف تكون، مؤكدًا أن الشرع يلزم المرأة بالعيش في بيت الزوجية وعدم الخروج منه، ولا يجوز له طردها منه، كما أنه تجب عليه النفقة، ويجب عليها ألا تخرج بدون إذنه، والزينة للزوج، ويترتب عليه أنه لو توفي أحدهما وهما في العدة يرثان بعضهما، منوهًا بأن هذا التشريع لما له من أثر على الزوجين بحل الطلاق والرجوع لبعضهما.
وأوضح أن 70% من المشاكل الزوجية غير قابلة للحل، ووجودها لا يضر بالحياة الزوجية كون أغلبها هامشيًا، بالإضافة إلى أن بعض المشاكل هي حقائق من حقائق الحياة ولابد من تقبلها والصبر عليها، وحلها يكون مع مرور السنوات، بزيادة التجارب والخبرات في الحياة الزوجية.