في سيهات.. الخليفة لأكثر من 100 شخص: عقد الزواج مؤبد أسسوه صحيحًا

أكد الدكتور عبدالجليل آل خليفة أن الأسرة هي أهم مؤسسة حياتية تحتاج للتخطيط والتدبير، مثلها مثل أي مشروع تدرس جدواه قبل تأسيسه والانطلاق فيه.

جاء ذلك في ورشة عمل “تنمية الأسر والعوائل بين ثوابت الماضي ومتغيرات المستقبل” التي نظّمتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، وحضرها 106 أشخاص من نساء ورجال.

وذكر آل خليفة أن عقد الزواج مؤبد؛ لذا لا بد من تأسيسه التأسيس الصحيح لأنه يختلف عن العقود الأخرى المحددة بمدة، خاصة أن الزوجين من بيئتين مختلفتين وكل منهما اكتسب سمات خاصة من أسرته، ولا بد أن كلًا منهما تأثر بأفراد عائلته، مشيراً إلى أن التأهيل والرجوع للمختصين، لوضع خريطة واضحة وما سيتفقان عليه، إضافة لإيجاد حلول لأي ضغوط مستقبلية محتملة، لتحقيق عوامل توافق أسري ممتازة.

وتطرق لأنماط الشخصية وأشكال الاتصال، حسب ما ورد في دراسة مايرز بريغز التي أوضحت أن هنالك أربعة مقاسات ثنائية تصلح أن تكون مقياساً يعرف من خلال استبيان يخضع له الشخص، وهي منفتح أو متحفظ، حسي أو حدسي، منطقي أو مشاعري، وأخيراً منظم أو تلقائي، ملفتاً إلى أن هذه الثنائيات تغطي جانبًا كبيرًا من شخصية الإنسان لكنها لا تغطي جميع جوانبه، ولكل منها مميزاته وسلبياته.

وأضاف أن تصرفات الإنسان تنطلق من حدث في حياته، فهل هو هدفه مصلحته الذاتية أو هدفه إنساني، مشيراً إلى أن ثقافتنا هي ثقافة منطقية، انعكست علينا وعلى شخصياتنا، والمجتمع فهو من يجبرك أن تكون منفتحاً أو متحفظاً.

واستعرض آل خليفة كذلك نظرية الوعي أو نافذة الوعي التي تخبرنا أن شخصياتنا تخضع لعدة مناطق، فهنالك المنطقة المفتوحة والتي لا يخفي منها المرء شيئا، وهنالك المنطقة المجهولة التي لا أعرفها عنك وتظهرها الظروف المستقبلية فالمستقبل مليء بالمجاهيل، وهنالك منطقة عمياء أنا أيضاً لا أعرفها لكن الآخرين يرونها واضحة وقد يوعونك بها، أما الأخيرة فهي منطقة القناع وهي ما يتقصد الشخص أن يخفيه عن نفسه.

وفيما يخص الأزواج أشار إلى أن المناطق المفتوحة بينهما كبيرة جداً، وهنالك منطقة عمياء يراها أو تراها في الطرف الآخر، لذا فإن التفاعل بينهما لا بد أن يتسم بالانفتاح على التغيير والنظرة الإيجابية قبل تقديم السلبية، بأن يضع كل منهما نفسه مكان الآخر لتوفير فرص للتواصل العاطفي لإنجاح العلاقة.

وشدد على أن الأسر لا بد أن تنتقل لمرحلة توثيق الإنجاز وتقدير المنجز وتحديد المسؤوليات والمهام، وأن تبدأ في التعامل مع أفرادها كما تتعامل الشركات مع موظفيها، فما ينقصنا اليوم هو كتابة تاريخ العوائل وتراكمها المعرفي لئلا يضيع، بهدف تعريف الأجيال المتلاحقة بماضي العائلة لنزرع فيهم شعور الاعتزاز وليتصرفوا بحس المسؤولية تجاه هذا التاريخ وتجاه العائلة لتستكمل الإنجازات.

وبالنسبة لكيفية تحويل العائلة إلى مؤسسة، فشرح آل خليفة ذلك من منطلق إيمان العائلة نفسها بأهمية التغيير، وتكون البداية بعقد اجتماع تأسيسي بين الجد والجدة والأبناء والأحفاد لمناقشة الإدارة، والخطط والبرامج واللجان العائلية التي سوف تشكل، بتوزيعهم وفق فئات عمرية كالتالي:

فوق الأربعين (مجموعة الحكماء)، ومهمتها؛ كيف تحدد المسؤوليات، وفيما يتم الرجوع إليهم كإدارة عليا، لها خبرتها وحكمتها، فئة الأربعين والثلاثين (مجموعة السعداء) ومسؤوليتها؛ كيف يتم التواصل، وكيف تدار المجموعات، بالإضافة للبرامج والميزانيات، وفئة العشرين وأصغر ومهتمها؛ طرح الأفكار، وحدود الاتصال، والأنشطة الخارجية، والمدرسة والتعليم.

وأوضح أن كل مجموعة تقوم بوضع أفكارها باجتماعات منفصلة، وأن ذلك سيضمن أن يستشعر الصغار النشوة لأنهم سيستشعرون أهميتهم وانتماءهم للعائلة، على أن يتم الاجتماع كل ستة شهور لمناقشة النظام وما تم إنجازه، لتكوين عائلة ذات مستوى اقتصادي واجتماعي وعلمي متميز.

ونوه إلى أن نقل العائلة من التلقائية للمؤسساتية فيه صعوبة ولكن من خلالها ستنشأ أجيال وأجيال وأجيال لا ترتبط فقط بصلات الأرحام ولكن سيستفيد منها الأموات ومن سيولد مستقبلا، من خلال عائلة قوية يستفاد من طاقة كل فرد من أفرادها، وإدخالهم معترك الحياة، بتعليمهم كيفية التعامل مع مشاكلها وعقباتها.

 


error: المحتوي محمي