كلنا معنفون لأبنائنا!

وثّق أحد المقاطع المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعية تعنيف أحد الآباء لابنته في مشهد هز الوجدان وأيقظ الضمير عندنا فبدأت اللعنات والشتائم تترى على هذا الأب الذي جُرد من إنسانيته وابتعد عن الفطرة السليمة وارتفع سقف المطالب بالحض على معاقبته بأشد العقوبة، ولكن مهلًا مهلًا ولا تطيشوا جهلًا!

لا خلاف أن الذوق السليم يمقت مثل هذا الفعل الشنيع ولكن هل وضعنا المكبرة داخل بيوتنا لنرى التعنيف النفسي لأبنائنا بالكلمة الجارحة لكرامتهم وكيل الشتائم والجسدي بالصفع والركل ؟!
الفارق الوحيد بيننا وبين هذا الأب أن الحدث تم توثيقه وتمريره في وسائل التواصل ولكن ما نحن إلا كما قيل : “يرى الشوكة في ظهْر غيره وينسى الجذع في عينه” فتأملوا!
ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام : “أفضل الناس من شغلته معايبه عن عيوب الناس”. ولذا فإن معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم، ومن العجب أن يرتفع صوت وشعار البر بالوالدين في البيت وتسحق حقوق الطفولة فيه.

كلنا يمارس إهمال تربية أبنائه فضلًا عن العنف اللفظي والجسدي ضدهم بطريقة أو بأخرى معتقدين أن هذا التعنيف سيعدل من سلوك الطفل ومتناسين أن آثاره النفسية والمعنوية تبقى حتى الكبر فيرتفع لديه منسوب العنف والعدوانية تجاه الآخرين وربما أصيب بالخوف والقلق فضلًا عن ضعف تحصيله العلمي والمعرفي.

إن كان لديك ابن عنيد أو فيه فرط في الحركة أو سلوكيات تخريبية فإن طرق العلاج البعيدة عن التعنيف اللفظي والجسدي متعددة منها السكوت عنه وحرمانه من بعض الامتيازات التي كان يحصل عليها وبإمكان القارئ الكريم أن يجد الحلول في مظانها في كتب التربية ولْنَكنْ إيجابيين بإصلاح أنفسنا أولًا لا سلبيين بجعل فساد الناس همنا الأول!


error: المحتوي محمي