في يومنا الوطني.. القطيف خفَّاقة بالحب

البيئة هي الزمان والمكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش فيه وينشأ في رحابه، والمجتمع الذي نتفاعل معه لتتداخل هذه العناصر وغيرها لتكون الانتماء والعشق الروحي لتلك الأرض.

الإنسان وبيئته في علاقة تبادلية مع التاريخ والمكان ومن الحقائق الثابتة العلاقة الوطيدة بل الحميمة بين التاريخ والمكان كالروح والجسد.

حُـب الوطن هو حُـب للحياة وللطبيعة، حبّ الوطن يجعلنا نتنفس كل نخلة، ونستنشق كل بحر، ونتمسك بكل حبة رمل.

الوطن هو الأرض التي نتمعن ونتفكر ببهاء سمائها ونحافظ ونتنعم بخيرات أرضها، نتمسك بكل جدرانه العتيقة التي تعبق بها رائحة الأجداد.

هكذا يُنحت الوطن في طينتنا، ويومًا ما سنُغرس شواهد “حب” على تُراب هذه الأرض.

حب الوطن لا تفرقةَ ولا مذهبية ولا عنصرية ولا طائفية فيه، هو متجرد من كل فتن الشيطان، فلا يمكن لأحد أن يتعامل مع وطنه من خارج دائرة “الحب”، ولو اختلفت أنماطه وأشكاله فـ “الحب” فعل لا مجرد اسم نتغنى به.

“الحب” أن يكون ممارسة وتفاعلًا وتعاملًا وعطاءً لا مجرد وسيـلة لتحقيق غاية مشروطة بالمصلحة والفائدة المؤقتة التي يفنى معها الحُب ويصبح قبيحًا، حب الأرض انتماء متجذر ووفاء عميق لا يخضع للمقاييس ولا الظروف.

حب الوطن قيمة من المُثل العليا والمبادئ والضوابط الأخلاقية وليست شعارًا نُردده دونما إرادة والتزام ومصداقية تنبع من صميم الفطرة الإنسانية.

علاقة الحب المتأصلة في أهالي القطيف وارتباطهم الوثيق مع وطنهم هي علاقة تاريخية أصيلة ومتوغلة في هذه الأرض، فهم يحملون في قلوبهم ويعلقون في أعناقهم “الحب” الحقيقي والولاء لهذه البلد المباركة دونما ثمن، وهم المستعدون دائمًا للبذل والتضحية وخدمة وطنهم بكل “حب” وأمانة.

وفي الأوقات الصعبة، تحتاج الأوطان إلى من يُحبها فعلاً، ومن يؤمن بها فعلاً، ومن يضحي لأجلها فعلًا، تحتاج إلى “الحب” غير المشروط وهو “الحب” المتأصل الخفاق في نفوس أهالي القطيف المؤمنة إيمانًا راسخًا وشامخًا في حب هذه البلاد.

في يومنا الوطني الـ 89 ندعو الله أن يجعل بلدنا آمنًا مزدهراً بالبناء، زاخراً بالخير، خفاقًا بالحب، وتظل قلوبنا خفاقةً بالحب والعطاء لهذه الأرض المباركة.


error: المحتوي محمي