
ليس من شيمي المزايدة أو أن أقول ما يجب أن يقوله الآخرون، ولكن علي أن أقول حقيقة قد تكون خافية على البعض، هو أنني أردت في هذا الوقت وأنا بنت الوطن أن أكتب شيئاً للوطن وماذا أكتب؟ معلوم أني أكتب الصدق والحق، ومن يكتب اليوم عن وطنه يستنتج بسهولة أن أصحاب الأقلام الطيبة هم من طينة وطنية خالصة، التي ترغب تكريسها للوطن الحبيب، وهنا يتثاءب الإحساس عبثًا في كوب قهوتي، ويظهر على سطح الكوب رغوة وألمح اسم وطني الحبيب المملكة العربية السعودية.
أيّ فأل جميل أنْ أبتدئ يومي الجديد هذا باستنشاق عبير وطني الطيب، فحكاية وطني هي حكاية قلب ينتمي للأرض للتراب لآخر قطرة دمٍ فيه، دائماً للوطن حكايات تفيض بالمعاني نرصف له الحروف وحبه يسكن القلوب، هذه الأيام فخورة أنا بالحنين للوطن وأنا على أرضه ولأهله وللأماكن وللأشياء التي تخص أرضي، نعم هذا الوقت فيني عزا وفخرا من التبجيل لوطن واعد ولوطن شامخ بل لوطن الأمس واليوم دون وجاهة وترف.
أتساءل: كيف يغدو مقالي مثل أرضي ووطني الحبيب إحساسا؟ نفسي يا وطني تكون قلبي ونفسي أضمك يا وطن ضمة عزا وفخرا، وأكتب عن إحساسي نذرا يسكن قلبي وأرضي أكتب كما بصدقي للقطيف عشقي، الوطن أرض الحضارة العريقة مبعث الوحي أرض الرسالات السماوية حيث كل قلوب سكانها ورمالها جنسيتي، أأمل أن يأتِ اليوم الذي أستطيع أن أقول فيه كلُّ حدود مملكتي جنسِيتي، كلُّ ما في الكون من ضياء لا يستطيع أن يعلن الصباح لأن الشمس وحدها خلقت لإعلانه، نعم وبين أوردتي وشراييني انتمائي لوطني وأرضي.
حاليًا تشغلني القراءة هنا وهناك للكثير من الأقلام التي تكتب عن الوطن فلا مبرر لشغفي لذلك، لكن رمال أرضي وهواءها الذي يغمرها يخبراني عن الحكايات والانتماء الذي يكاد أن يمتد للسماء من قلب الوطن، حيث أراني قرب حمامة بيضاء تسأل هل حب الأرض عشق عذري! وكأن العشق الوطني يطل من عيني حقا، لا أريد أن أكون أيّ شيء، ومن الطبيعي أني لم أرد أن أتحول إلى أي شيء، كل ما أردته أن أكون مواطنة مخلصة كما أنا، وليس هناك من أصداء وتفاعل لعشقي لوطني ولعلي أفقد ترجمته وإيصاله وإظهاره من ذاكرتي، وهاجسي الدائم أن أرتفع فخرا وشرفا ولو قليلا فوق هذه الأرض الطيبة، لكن العشق الغافي في قلبي يستيقظ من حين إلى آخر ويطرق فكري كي ينادي بلا صوت: يا وطن، كل ما أكتبه عنك يعود إلى هوى بلادي.
تستوقفني طويلا ظاهرة العمل التطوعي والتي باتت في هذا الزمن من ألمع المظاهر الإنسانية والوطنية وأكثرها إجلالا، نحن نحب وطننا ونحترم قوانينه، لكننا بحاجة إلى تجديد روح الوطنية والمواطنة في نفوسنا، أحاول هنا أن أجدد وطنيتي وروحي من خلال العمل الاجتماعي التطوعي، وأعتبر ذلك من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بالمجتمع ولا يخفى على أحدنا أن المتطوعين لعبوا دورا مهما كما وكيفا، فالعمل التطوعي يرفع من تدعيم ثقة المرء بنفسه ومن خلال تجربتي التي بدأتها قبل 17 سنة وجدت العمل التطوعي امتدادًا للمواطنة الفاعلة والإيجابية في المساهمة في التنمية الشاملة لمجتمعنا، التطوع درجة أعلى على سلم المواطنة والإنسانية، فهو مقياس للوطنية الصادقة ومعيار للحس الإنساني فالمجتمعات المتحضرة تقيس المواطنة بمدى ما يقدمه المواطن من خدمات تطوعية، كل هذا من أجل الوطن الحبيب.
وختامًا أيها القارئ أترك الكتابة إلى هنا لأقوم لأعد لي فنجان قهوة جديدًا وأنا أعيش أعياد وطن مليئة بسواعد وقلوب وطنية أبية، دعوني أن أشكر كل من حمل الوطن والمواطن في قلبه وعلى رأسه.