طافت في راسي أفكار كثيرة سببت لي الكثير من الوخز كأنها وخز أعشاش الدبابير..
أو كأنها خوز من التهاب مزمن في الأعصاب…
أو كانها وخز من جرعة مفرطة من دواء أو ملتي فاتمين…
كما يعجز الإنسان عن تشخيص هكذا حالة مع تبيان مسبباتها وإن وضحت له الأعراض…
فاللسان والقلم يعجزان أن يصفا حالة أو مشهدًا مهيبًا كمجالس عزاء الحسين…!
عاشورا هذا العام 1441 قد انتهى بينما عاشوراء 1440 لم ينتهِ بعد…
فهو ما يزال في مخيلتنا وأمام أنظارنا وكاننا نعيشه…
تراه حاضرًا أمامك وكأنك تسمع الخطيب وتلطم الصدر وتبكي الحسين…
لا أدري لماذا ما زال موجودًا؟
هل بسبب أن الحسين حاضرًا وكأنه يعيش بيننا وأن الحسين لا ينسى “كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء”
أم بسبب تسارع الأيام في هذا العصر؟!
أو بسبب التكرار وعدم التجديد في الطرح والتشابه في المواضيع في كل عام؟!
تقارن بين العامين في المادة المطروحة التي تهم الفرد والأسرة والمجتمع:
هل هناك من فرق؟
هل المستمع وصلت له المعلومة أم لا توجد معلومة؟
هل طُبقت المعلومة أو لا يوجد تطبيق أم لا توجد بالأساس معلومة وتوصية للفرد وللطالب وللمدرس وللأب وللأم؟
أم فقط… “أحيوا أمرنا فرحم الله من أحيا أمرنا”…
وهل على الفرد القراءة لاكتساب المعرفة أم يعتمد على الخطيب والمنبر؟
كما ظننت أن من الصعب أن يكون الإنسان تاجرًا جيدًا…
وأن الحياة مليئة بالمطبات والتعرجات والتناقضات…
وظننت أنه من الصعب على الخطيب إرضاء جميع الحضور مع تعدد واختلاف المواهب…
ولكن تيقنت أن الخطابة ملكة وموهبة وفن يفقدها الكثير ويصقلها القليل وإن كثر وخز الدبابير…