عجبت لأمر من نعايش من حولنا..
الوحدة أصبحت ملاذ الأتقياء..
حصدت نسبة كبيرة من قدرتنا على الانخراط مع من حولنا برميها للسهام العازلة…
دوائر أهداف هذه السهام هي القلوب النقية التي أحسنت النوايا وتحلَّت بمكارم الأخلاق وسعت لتحقيق الرفعة بالمكانة بكل ما تحويه من معانٍ…
النكران شظايا تفشّت بين الزاعمين أنهم ذوو شخصيات لها من السلطة..
أدمغة البشر ختمت بفكرة أن الإنسان لا يكون ذَا شخصية ولا يستحق المخالطة إلا إذا كان يفرض شخصيته بالقوة ويتحكم ويوجه غيره إكراهًا ولا يعير أهمية له في أي جانب كائن ما كان..
ذلك أشبه بجهاز التحكم الذي يغير القنوات حسب مزاج صاحبه…
أصبح من الصعب جدًا على من هو متمسك بمبادئه وسلوكياته التعايش مع هذا المجتمع المليء بأُناس مالوا لأن يصنعوا لهم الشخصية الصلبة المعرضة التي لا تتقبل وتقبل إلا على شخصية مثلها وتحتقر من يقدر السلوكيات..
من المؤلم أن تكون وحيدًا بين حشد مختلف بتاتًا عن ما تسير عليه..
“بني آدم خلقوا مختلفين فكريًا وخلقيًا ولولا ذلك لما سارت الحياة بمسيرة تحقيق التكامل وتعويض النقص ولكن هنالك من يتفق ولو بالقليل معك ويتقبلك لتتعايش معه…”.
تمامًا كقطع لعبة الليغو لا تؤدي غرضها إلا عندما تنهي تجميع قطعها الصغيرة، ومع صغر حجمها إلا أنه عند ضياع قطعة واحدة فإن غرضها لا يعوض ولا يمكن سده إلا بها…
كثر التحيز والتحزب والانقياد في مجتمعاتنا…
عملهم تمامًا كالأرقام الفردية..
لابد من وجود عدد جماعة زوجي وترك عدد واحد منبوذ…
كم هو قاسٍ أن تفتقر لوجود القرين الذي لابد أن تحصل عليه في زمن يتطلب ويسعى لتحقيق مبدأ العمل الثنائي والجماعي..
مع أن الصعوبات تشق طريق الناجحين وذوي الشخصيات السامية إلا أنه حذار، حذار من التنازل عن المبادئ فقط لإرضاء الغير..
إرضاء كافة بني آدم غاية مجهولة خط الانتهاء..
ما المغزى من شق الجروح في الأحاسيس والمعنويات؟
هل سيخطف من البشرية حقًا لهم عند احترامهم لغيرهم وتلطفهم معه؟..
تعمقوا جيدًا في هذه العبارة..
لين جنبك لغيرك فإن تصعرك لا يلبث حتى يجني عليك…
الطيب واللطف يعكسان الخير والتيسير لحياة الأفراد..
لتشرق الشمس على صباح اللطف والتودد لكافة فئات الشخصيات.