في شويكة القطيف.. اختصاصي يسرد قصصًا واقعية لـ«نعم» الهدّامة

سرد رئيس مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان قصصًا واقعية واجهته خلال عمله كاستشاري نفسي، مع أشخاص عانوا من مشاكل نفسية امتدت مع الزمن بسبب قول كلمة «نعم» مقابل كلمة «لا»، الأمر الذي ترتب عليه أثر سلبي على حياتهم الشخصية والأسرية والاجتماعية والمهنية.

جاء ذلك خلال محاضرة «نعم الهدامة» التي قدمها الاختصاصي آل عجيان ضمن البرنامج الثقافي لما قبل المجلس الحسيني في حسينية العسيف بالشويكة، ليلة 8 محرم 1441هـ، والذي نظمته لجنة الإمام الجواد (ع) في شويكة القطيف، بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف.

وبيّن العجيان أن قضية «نعم الهدامة» إحدى مواضيع علم النفس الحديث، التي تناقش المشاكل الناتجة عن قول “نعم” تلطفًا من الشخص، في المواقف التي يتعرض لها، وتكون على حساب وقته وصحته وإمكانياته، وجهده، فلا يستطيع القيام بهذا الدور مع مرور الزمن.

وأشار إلى أن رأي علماء النفس في هذا الموضوع يتلخص في القول المأثور عنهم: «إن نصف المشاكل اليومية تحدث بسبب كلمة نعم»، ملفتًا إلى أنه عند زيارة المحاكم نجد الكثير من المشاكل القانونية التي يتلخص سببها في عدم قول «لا» حياءً، في أمور تخص كفالة قرض، وتعامل شخصي كالعمل أو قرارات كبيرة مثل الزواج، بسبب الموافقة دون رغبة حقيقية.

وحذّر من القرارات التي يكون لها أثر سلبي على مستقبل الفرد، كونها تمتد مع تضخم ألمها الداخلي وإن كان غير معلن للجميع، منوهًا إلى أنه في كثير من الحالات يحدث للأشخاص الذين يضعفون أمام قول كلمة «لا» تضخيم للخسائر الاجتماعية.

واستشهد على ذلك بإحدى القصص التي قابلها عن شاب حلم ببناء مستقبله بعد التخرج من الجامعة، فبدأ خطواته بشراء قطعة أرض لبنائها، في الوقت الذي كان والده لا يملك فيه بيتًا، فطلب منه والده أن يبيع أرضه مقابل بناء بيت يجمع العائلة، وعندما شرع الوالد في البناء احتاج مالًا لاستكمال البيت، فوافق طوعًا منه على أن يسكن معه في شقة خاصة في ذلك البيت، ومرت السنوات وهو يخالج نفسه عن حقه الذي أعطاه والده من دون إثبات سند، وعدم قدرته على الاستقلال مع كبر أسرته، وشاء القدر أن توفي الوالد، بعد سنوات وقبل إخراج التركة اعترف له أحد أخوته بفضله وأن له حقًا عند والده ورغم أنه تم اقتطاع حقه له من مال والده، إلا أنه لم يستطع أن يسد به قيمة أرض في الوقت الحالي ويستقل حتى مع إعطائه قسمته من الميراث.

من جانب آخر، أكد آل عجيان لـ«القطيف اليوم» أن الطفل يولد ولديه القدرة على قول كلمة «لا»، إلا أنه يصطدم بالواقع من الوالدين والمحيط الاجتماعي، بالردع ووصفه بالوقاحة، ونقص التربية، وفي المقابل يكافئون من يقول «نعم»، وانتقد المؤسسات التربوية من أسرة وأصدقاء ومدرسة التي تؤيد ذلك ولهذا السبب يتعلم الطفل الخنوع وتضعف شخصيته، ومع الإلحاح يتعلم التنازل عن حقه بسبب المدح والإشادة من المحيطين له.

وطالب بضرورة تعليم الطفل منذ الصغر حقوقه واحترام نفسه، مما ينعكس عليه في تعامله مع الآخرين ومعرفة حقوقة وواجباته تجاههم، كما أنه يمكنه من الدفاع عن نفسه عند التعرض إلى مواقف صعبة.

ودعا إلى تعليم الطفل أساليب تكتيكية ليتعلم متى يقول «لا» ومنها أن يظهر المديح في أول وآخر الحوار ويقول كلمة «لا» في وسطه، لكي يضمن بقاء الود مع من حوله، وتعريفهم بموقفه من الموضوع بصدق.

واختتم آل عجيان حديثه بتوجيه الشكر للجنة الإمام الجواد (ع)، والمجلس في شويكة القطيف، على حسن الاستضافة.


error: المحتوي محمي