التشدد والسيطرة في بلوغ الحكم، القوة النافذةُ لنيل المطالب هل يا ترى تكفي الإلزام في إحكام قبضته واستمرار ثورته.. أم أنها تتلاشى بعد زوال قوته وتموت بعد مضي سنينه؟!
الإلزام في الحجاب وحده فقط لا يكفي لاستمراره.. مهما استمر بقاؤه وطالت مدته وأُحكمت قبضته.. فإنه سيزول بعد زوال وجود المُلزم الذي ألزم أو زوال القوة التي فرضت أو زوال المؤثرُ الذي أثر أو تلاشي العلة التي حفظته، وسيرتد بعدها على أعقابنا وسيحرر قيودنا منه..!
لذلك ترى البعض من الفتيات بعد الزواج يظهرن بحجاب مختلف عن حجابهن في ولاية أبيهن، ترى بعضهن يغيرن حجابهن بعد الانخراط في الثقافات الدخيلة، ترى بعضهنَّ يتبعن ما تعجب أبصارهنّ ممن هم حولهن..!
إذاً إذا كان الإلزام وحده لا يكفي لاستمرار الحجاب لأنه ربما يزول مسببه أو ربما تقل أو تختفي القوة التي تردعه، فماذا نحتاج إذاً..!؟
نحن نحتاج إلى القناعة به أيضاً، أي لابد من الإلزام والقناعة معاً..!
فالإلزام وحده لن يكفي لعدم ضمان استمرارية ما يُلزم ولعدم ضمان بقاء القوة الرادعة، ولا القناعة وحدها تنفع من دون عمل تُلزم به..!
بمعنى أني حينما ألزم ابنتي بالحجاب لابد أن أوصل لها العلة من تشريع الحجاب لابد أن أبين لها قيمته ومنزلته.. فوائده ومنافعه على الفرد والمجتمع، لابد أن أجعلها ترى الحجاب حماية لا حرمانًا، قوةً لا ضعفًا، تطوراً لا تخلفًا.
أي أن أجعلها ترى الحجاب بعين بصيرة لا بعين نظر.
لأن عين النظر تنخدع حينما ترى ذاك الجمال الرائع وتلك الزخارف الفاتنة وتلك الأناقة الجميلة، لكن عين البصيرة هيهات أن تخدع..!