دماء على مهجتك على يدك على ثيابك، دماءٌ خضبت لحيتك، دماءٌ قتلت فلذتك واغتالت شمامتك وفتكت بروح نبضك..!
دماءٌ تسيل من جرحك وتقطر من سيفك، مولاي أي رعبٌ ذاك الذي يفجر عيناي عندما أرى الدماء حولك متناثرة.. أي قسوة تلك التي لم تقدس دماءكم ولم ترع حق الله فيكم..!
أخبرني مولاي ألم يُدم قلبك قبل أن يدموه بغدر سهامهم..؟!
ألم يُدم قلبك عندما وقفت على الأصحاب صرعى يتعفرون بدمائهم.. ألم يُدم قلبك عندما امتلأت ثيابك بدماء شمامتك حينما انحنيتَ عليه تحمله.. ألم يُدم قلبك عندما تساقطت أوصال الأكبر من كفك.. ألم يُدم قلبك عندما انفجرت هامة العباس في حضنك.. ألم يدم قلبك عندما قتلُوا الرضيع على صدرك..!؟
آه آه آه ما أفجعها من مصيبة وما أعظمه من ألم..!
مولاي أخبرني هل أخفيت الدماء عن عزيزتك سكينه لكيلا تؤلم قلبها.. لكيلا توجع روحها؟ مولاي كيف احتضنتها بقميصك المخضب..؟! كيف مسحت على رأسها بيدك الحمراء المتقاطرة دمًا..!؟ كيف لاطفتها كيف هدأت روعها بقميصك الأحمر..!؟
كيف كان حالك مولاي؟ هل كنت بخير..؟!
هل كان جبينك بخير؟ هل كانت عينك بخير؟ هل كان صدرك بخير؟ هل كان قلبك بخير؟ هل كان خنصرك بخير؟ هل كان جسدك بخير..؟!
أخشى أن أسألك يا مولاي ماذا يؤلمك.. فتخنقني عبرتي وتنفجرُ مني صرختي، لأني أعلمُ أن القوم لم يدعوا في جسدك موضعًا لم يُدموه.. لأني أعلمُ أنهم سحقوا صدرك ورضوا جسدك الطاهر..!
آه ما حالك مولاي وما حال شريكتك في المصاب زينب عليها السلام، ما حال زينب التي رأت الرجس يجثوا على صدرك الطاهر ويحزُ نحرك الشريف..!
عظم الله لكِ الأجر مولاتي يا زينب في تلك الدماء الطاهرة.. عظم الله لكم الأجر يا آل بيت النبوة.. عظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا صاحب الزمانة..!
عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا في إمامنا عليه السلام..