‏شهادة الإمام الحسين (ع)

”لا يوم كيومك يا أبا عبدالله“ قالها الإمام الحسن (ع) لأخيه الحسين (ع) قبل وفاته ليُطمئِنه أن مصابِه (ع) ليس بأعظم منه، حيث إن الإمام الحسين (ع) بكى عندما رأى أخاه الحسن (ع) متأثراً بالسم الذي دُسَّ له، وهذا يدل على أن مصيبة الإمام الحسين (ع) أعظم مصيبةٍ حدثت في تاريخ البشرية، حيث ذُبِح الإمام الحسين وأولادِه (ع) وذُبح رضيعه بين يديه قبل استشهاده ولم يُكتفَ بذلك فقط بل سُبيَت نساؤه ورُوِّعت بناته ورُفِع الرأس الشَّريف بعد قتلهِ ليؤخذ هديةً في أنحاءِ البلاد.

فلنتمعن في قول الإمام الحسين (ع) أثناء مسيرته إلى كربلاء: «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي» فخروج الإمام الحسين (ع) ومواجهته للظلم بالرغم من قلة ناصريه واستشهاده كان بهدف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمصيبة الإمام الحسين (ع) ليست مجرد دمعة ولا مجرد عويل فشهادته (ع) أعظم من بكاء في المجالس الحسينية وإنما هي إصلاح في أمة جده محمد (صلَّى الله عليه وآله) وثورته كانت لجهاد النفس وإصلاحها وللابتعاد عن المحرمات.

“فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق” فمحبة الإمام الحسين (ع) لا تكمن فقط بحضور المجالس الحسينية والبكاء على مصيبته بل تكمن في المسير على طريقه باتباع نهجه ونهج جده محمد (صلَّى الله عليه وآله) حيثُ إنه (ع) لم يقبل بالهوان والفساد والانحطاط وتحريف الدين، وهنا في قوله (ع): “فالله اولى بالحق” حينها لم يتباهى بنسبه وعائلته حيث إن أمه أفضل النساء على الأرض فاطمة الزهراء (ع) وأباه سيد الأوصياء علي بن أبي طالب (ع) وجده خاتم الأنبياء وأشرف الخلق محمد (صلى الله عليه وآله) بل إنه جاهد (ع) واختار طريق الشهادة ليحافظ بشهادته على الدين والقيم والمبادئ حيثُ قُتلَ وذُبِح وخَلده التاريخ عزيزاً كريماً.

فها هو شهر الحسين (ع) قد أقبل وهذه فرصتنا للتغيير الإيجابي وإصلاح النفس وتعزيز القيم والمبادئ والأخلاق التي يجب أن نتربى عليها مع نهج محمد وأهل بيته (ع) والتي تخلى عنها البعض أو تهاون فيها، فثورة الإمام الحسين (ع) كان هدفها واضحًا، وقد جاء دورنا الآن لنسير على نهجهِ (ع) وبإكمالِ مسيرته لنسمو بأنفسنا عن كل العادات التي تجعلنا ننحرف عن طريق الإمام الحسين (ع) حيث كان استشهاده رمزا للعزة والشرف.


error: المحتوي محمي