في «سنا سنابس».. أمهات وآباء تجمعهم مشاكل المراهقة وحلولها

نّظم مركز التنمية الأسرية “سنا” التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، محاضرة مجانية للآباء والأمهات والمهتمين بعنوان “المراهقة آلام وآمال” يوم الاثنين 25 ذو الحجة 1440هـ.

وقدم المحاضرة، التي تدور محاورها حول المراهقة من الداخل؛ الاختصاصي النفسي الأول والحاصل على درجة الماجستير في علم النفس الإكلينيكي حسين آل ناصر الذي سلط الضوء على المراهقة من زاوية أعمق من المفهوم العام المتداول بين الناس لتصل لعامة الناس.

وأوضح آل ناصر أن المراهقة مفهوم تفسره المجتمعات بأنه مشاعر متناقضة تحدث داخل المراهق، مبيّنًا أن هناك تناقضًا يحدث لدى المراهق في الأنفعال بإحساسه وشعوره، وأنها عبارة عن مجموعة تغيرات شاملة وفي جميع الخصائص تطرأ على المراهق والبعض يسميها محددات جسمية، ونفسية وانفعالية وعاطفية ومعرفية وعقلية وجنسية واجتماعية.

وأشار إلى أنها مرحلة انتقالية تقع بين الطفولة والرشد، وشرح العلاقات بين المراهقين ومشكلاتها، ومعوقات النمو، وتحدث عن المشكلات التي تحدث في هذه المرحلة وتطرق إلى الحلول.

وتناول غياب دور الأسرة، مبينًا أن أغلب الأسر تصاب بالتناقض مع المراهق فتارة تحتاجه كبيرًا وتارة تنظر إليه على أنه صغير ومرة أخرى تنظر إليه على أنه حساس جداً، ولفت إلى أن التوجهات الحديثة الآن تلوم الأسرة بالدرجة الأولى قبل المراهق لأن جزءًا من نمو المراهق هو الرفض وقول “لا”.

وكشف عن أساليب معاملة الوالدين التي تساهم في إنشاء مراهق غير متزن وأهمها؛ استخدام أسلوب الحماية الزائدة للابن منذ مرحلة الطفولة، مبينًا أن الاستقلالية تنمو منذ الطفولة، ولذلك يجب إعطاء الطفل فرصه للاختيار والتعبير عن رأيه منذ الصغر، أما ميله للاستقلال في سن المراهقة فيجعل علاقته بالأبوين متأزمة.

وتناول آل ناصر صفات المراهق ومنها؛ النقد، والتشكيك في الأسر والمجتمعات، مشيرًا إلى أنها تعتبر من سمات مرحلة المراهقة ويجب على الآباء تفهم أن نقد المراهق لا يعد تقليلًا من قيمة الأبوين ولا يعني أنه غير مهذب ولكن المراهق دائماً ينتقد ويشكك.

ولفت إلى أن التفكك الأسري هو أحد أهم الأسباب التي تدهور المراهق، محذرًا من أن التشدد الأسري من أهم المعوقات.

من جهتهم، تفاعل الحضور خلال المحاضرة بطرح عدد من الأسئلة التفاعلية ومنها؛ استخدام القسوة مع الولد هل له أثر مباشر في المجتمع؛ لاسيما أن المجتمع القديم كانت فيه القسوة عنوانًا للأب الصالح، وفي هذا الزمن تعد القسوة من صفات الأب غير الصالح فما هو رأيكم؟.. وأجاب الناصر بأن المراهق يحتاج للإثبات والتحاور والإقناع، فهناك أسر تشجع على الحوار وهناك أسر متسلطة تأمر ولا تناقش وتجبر المراهق دون تبرير وهذه الأمور قد تكون مقدمة لحدوث اضطرابات نفسية لدى المراهق، فعندما ينخفض دور الأسرة يبرز دور الإعلام في احتضان المراهق، مضيفًا أن التجارب الناجحة في الماضي تعطي إشارة جيدة.

وأشار إلى أن سمات أسر المراهقين قائلًا: “إن أغلب المراهقيق ينحدرون من أسر يكثر فيها النزاعات المستمرة أو الطلاق بنوعيه العاطفي أو القانوني، أو ينحدرون من بيئة يغلب عليها عدم الاتساق في التربية، وانخفاض توكيد الذات ولكن لكل مراهق حالته الخاصة والمنفردة كليًا”.

وأوضح الفرق بين المشكلة والاضطراب والتي قد يكون سببها صورة الذات المهتزة في الطفولة التي تعكس تصرفات المراهق، ورفض الماضي وعدم وضوح المستقبل.

وفي الختام، دعا آل ناصر إلى فهم المراهقة وفهم مشكلاتها للتعامل بالطريقة المثلى مع المراهق.


error: المحتوي محمي